التوافق لحساب الوطن والتوافق على حسابه

نور الدين الختروشي
الاكيد ان تمرير قانون المصالحة هو نقطة في الرصيد الرمزي لخصوم تونس الجديده ولكن من دون رصيد واقعي بعدما استفرغ مشروع القانون من محتواه. 
مشهد الرفض للقانون في البرلمان أحال على عمق الازمة الاخلاقية للمعارضة لان حجم ردة الفعل عبرت عن مزايدة بائسة بأكثر مما أفصحت عن انحياز عاقل للمصلحة الوطنية.
كل مشروعية انحيازنا لخيار التوافق كخيار استراتيجي يقفز بنا على لغم مقايضة الحرية بالفوضى تكثفه الفكرة التالية التي دافعنا عليها قبل وخلال وبعد لقاء الشيخين:
اذا كانت الثورة التونسية من الرخوية بحيث لم تحسم بالعنف الرمزي والمادي في تونس القديمة فإن الخيار هو استيعاب القديم في ديناميكية بناء تونس ما بعد الثورة على أرضية دستورها وفي أفق التحرر السياسي والاجتماعي الذي انبجس منها.
ننبه اليوم بكل ألحاح أن القديم على تخوم استيعاب الجديد في ديناميكية معاكسة لوجهة وأفق تونس ما بعد الثورة وعلى الحاسة السياسية للمتمسكين بخيار التوافق أن تجتهد الان وهنا في المبادرة والمناورة للحد من طموح القديم في أن يكون المتحكم الوحيد الفريد في مآل الحالة التونسية والعودة الى وضع الشريك في ادارة الموجود السياسي لا المستأمن على مستقبله.
هنا خيط الفصبل بين التوافق لحساب الوطن والتوافق على حسابه.