متى تكون المعارضة فعلا لا اخلاقيا ؟

أحمد الغيلوفي

1. ليس للمفاهيم معنى مطلقا*. معناها وقيمتها يتحددان بالسياق الاجتماعي والتاريخي. فليست المعارضة شرفا دائما ولا هي شر باستمرار.
2. من لم يقل لناخبيه في حملته وبوضوح وفي كل مرة: “سأكون في المعارضة اذا لم اتحصل على الاغلبية” يكون قد تحيّل عليهم عندما يقرر المعارضة بعد النتائج. وهكذا تكون لا اخلاقية.
3. عندما يكون التونسي مُتعبا جدا ويختارك لتغيير وضعه وليس لمشاهدتك في التلفاز تمارس النقد تكون المعارضة لا اخلاقية.
4. عندما تكون اللحظة التاريخية تحتاج “سياسة قوية” حتى يُضرب على يد الفساد وحتى تُبعث المؤسسات الدستورية التي نحتاجها ويقع اصلاح زراعي واصلاح ضريبي فتختار إضعاف هذا المسار بانسحابك فانت تُضِرُّ بنا وتتموقع في الجهة المقابلة. وهكذا تكون المعارضة لا اخلاقية.
5. عندما تعمل على تعطيل تشكيل الحكومة فتدفع الاخرين الى التحالف مع الفسدة فقط لكي تقول فيما بعد “انظروا لقد تحالفوا مع الفاسدين” تكون المعارضة قميئة ولا اخلاقية.
6. عندما تدفع الى يأس الناس الذين استجاروا بك واعتبروك “قوى ثورية”، عندما تدفع الى اعادة الانتخابات التشريعية وكفر الناس بالعملية الانتخابية، عندما تجعل المنظومة تسترد انفاسها وتبحث على وجه جديد لتعود مرة ثالثة لانقاذنا مما سوف تعتبره “القوى الفوضوية والطفولية” (وانت ستكون منهم). حينها تكون المعارضة لا اخلاقية.
7. عندما لا تعرف باننا في لحظة “كتلة تاريخية” ولسنا في لحظة حكم ومعارضة. وارضية هذه الكتلة هي القواسم المشتركة البسيطة التالية: محاربة الفساد، اصلاح الادارة، ارساء المؤسسات، اصلاح جبائي. من تتفق معهم في هذا احكم معهم. ماهو خِلافي دعه للخمس القادمات وللاجيال القادمة. روما لم تُبن في يوم واحد. وما تراكم خلال عقود بل قرون لا يُحل في يوم واحد ولا من حزب واحد ولا من شخص واحد.
8. نقد الحكومة والتجريح فيها وبيان عيوبها وحتى الافتراء عليها سنشاهده طيلة 5 سنوات وبلا انقطاع على قناة الحوار ونسمة. ستتكفل ميا وبوغلاب ولطفي بذلك. فاطمئن.
9. نذكرك فقط: هذا الدور قاموا به قبلك قوم هم الان نسيا منسيا. ونذكرك بان الناس اصبحت تنفر من العياط والنقد وتطلب حلولا لمشاكلها. ونذكرك ان من لا يعمل شيئا لا يُخطئ ابدا.

• اعطي مثالا فقط: فعل القتل ليس دوما لا اخلاقيا. القتل الرحيم فعل اخلاقي في ظروف معينة.