تدوينات لحرية الرأي وثقافة الحوار
أسماء بـابـا
عن كبار السن.. من لم يسمع بالجريمة النكراء التي تعرضت لها “خالتي سالمة ؟”
كم كان الجميع حنونا ورقيق المشاعر عند سماع الخبر؛ هناك من بكى وهناك من طالب بإعدام الجناة في ساحة عامّة وهناك من لعن الدولة التي تساهلت مع متعاطي المخدرات وهناك من قام بـ”برتاج” وترحّم علبها وضعيف الإيمان من ضغط على “جام”…
و بعد ؟
من أين تبدأ الحكاية ؟ هل فعلا من ليلة الجريمة البشعة التي صرنا على علم -بعد القبض ليلة البارحة على أحد الجناة- بتفاصيلها؟ أم من قبل ذلك بكثير ؟؟
لقد اعترف مدمنو المخدرات انهم حاولوا السرقة وعندما لم يجدوا المال مزقوا ثيابها فوجدوا أنها تخفي 30د !!! هذه كل ثروتها التي حاولت إخفاءها ولم تسلم !! وعندما رفضت تسليمهم المال منذ البداية ؟ -خوفا من أن تبقى بدون مال- قال احد الجناة انهم حاولوا إسكاتها لأنها لم تكف عن الصراخ.. ألم يسمعها أحد ؟؟ أليس لها جيران ؟ أليس لها عائلة ؟؟ وأنهَوا جريمتهم البشعة باغتصابها وفرّوا و لم يعترض طريقهم أحد !!
من المسؤول عما جرى لخالتي سالمة ؟ من المفروض أن يتكفل بالرعاية والحماية والقوامة على عجوز في الثمانين من العمر مطلقة ولا أولاد لها ؟
أين الدولة والمجتمع والجيران والأقارب ؟؟
كم توجد من خالتي سالمة في تونس ؟؟ كم من عجوز تسكن وحدها ولا ابناء لها ؟؟
أليست اي امراة مثلها عرضة لاي هجوم او سرقة او اغتصاب ؟ شيء بديهيّ فهي فريسة سهلة لبعض الحيوانات التي تعلم جيدا أن لا أحد سيهرع لإنقاذها !
الجناة الحقيقيون ليسوا فقط من سرق واغتصب !! بل من تركها وحيدة تستميت للحفاظ على 30د بين طيات ثوبها سهل التمزيق !!!
أنقذوا خالتي سالمة فيوجد منها الكثيرات ممّن بقين وحيدات بلا زوج او ولد…
ويلكم جميعا هذه ليست بغلة تعثّرت في العراق !! هذه إمرأة عجوز وقع اغتصابها وقتلها وستسألون جميعا عنها وعن مثيلاتها!
اكتشاف المزيد من تدوينات
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
