تدوينات تونسية

هل تمثل انتفاضة الجامعات الأمريكية تيار وعي إنساني جديد في الغرب؟

عبد الرزاق الحاج مسعود

هل تمثل انتفاضة الجامعات الأمريكية (طلبة وأساتذة) ضد الإبادة الصهيونية/الأمريكية للفلسطينيين تيار وعي إنساني جديد في الغرب؟
ببساطة لا.

انتفاضة الجامعات الأمريكية
انتفاضة الجامعات الأمريكية

لأن هذا التيار السياسي الاحتجاجي المناضل ضد توحش الدولة الرأسمالية المرتهنة لدى المركّب المالي والصناعي العسكري قديم وعريق في الغرب. برز خلال حرب فيتنام بقوة وخاض تحركات واسعة ضد الحرب وضد التوجه الإمبريالي التوسعي للدولة الأمريكية، واستمرّ مع الحركات المضادة للعولمة الرأسمالية، بل واستطاع خلال السنوات الأخيرة أن يتموقع في قلب العملية السياسية الأمريكية التي يتحكم في مفاصلها رأس المال من خلال المرشح الاشتراكي بيرني ساندرز.

خلال الثمانينات أيضا خاض هذا التيار نضالات كبيرة ضد النظام العنصري في جنوب إفريقيا ولعب دورا مهما في سقوط دولة الفصل العنصري هناك.

وخلال ثورات العرب الأخيرة نجح هذا التيار في تحشيد ملايين الأمريكان في مظاهرات “احتلوا وول ستريت” التي زعزعت حكم عصابات المال قبل أن تُقمع بوحشية.

هل يمثل حضور “مسألة فلسطين” في الشارع الأمريكي حدثا جديدا؟
لا ونعم.

لا.. لأن بعض الجامعات الأمريكية منخرطة في حركة “BDS” (مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها ومعاقبتها) منذ بدايات سنوات ألفين. وهي حركة تتعرّض إلى حرب حقيقية من طرف النظام الأمريكي ومع ذلك نجحت في التجذر داخل الوسط الجامعي والطلابي. ترامب المتصهين مثل بايدن أو أكثر فرض سنة 2019 مرسوما لمعاقبة معاداة السامية (طبق التعريف الصهيوني لها) في الجامعات أساسا لمقاومة تنامي الوعي الشبابي في أمريكا بحقيقة الكيان المجرم.

ولا ننسى طبعا الثقل الأكاديمي الذي كان يمثله إدوارد سعيد العظيم والذي فرض “المسألة الفلسطينية” على الأكاديميا الأمريكية.

نعم.. لأن حجم الانخراط الشبابي الطلابي في الاحتجاج على الإبادة الصهيونية هذه الأيام مفاجئ فعلا. والفضل يعود إلى وسائل التواصل الافتراضي التي مكّنت هذا الشباب من اكتشاف نازية الكيان ونازية دولتهم الداعمة له.

ملحق 1: طالما كنت مقتنعا بأن “الإنسان واحد”. وأن القيم الإنسانية الكونية حقيقة، وأن تصوير حضارة الغرب على أنها “الشر المطلق” وأنها يجب أن تزول لتترك مكانها لحضارة الشرق المسلم.. تخريف وهذيان.

ملحق 2: العنف الهمجي الذي مارسه البوليس الأمريكي على الطلبة والأساتذة المحتجين يثبت أن النظام الرأسمالي الاستعماري العالمي المجرم لن تسقطه إلا ثورة عنيفة.
وتبا.

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock