تدوينات تونسية

“عبد الله المعياري”.. يخنسُ كحَنشٍ

الخال عمار جماعي

ما كان “عبد الله المعياري” لينهض فزعا يتفقّد مناطقه كمن قُطع له ذيل لولا حلم موحش رآه ولم يحدّث به العجوز.. كان فقط يردّد: “يا ستّار إستر”! ويفتح ساقيه وينظر.. كان ذلك عصر يوم يشبه ربيعا متأخرًا وبلا أقحوان.. لهذا حزم عبد الله أمره وخرج حتى لا تسأله العجوز..

ورغم يقين عبد الله بأنّ ذلك كان أضغاث أحلام العصر فإنّه وهو مقبل علي مجلسه يلتفت ذات اليمين وذات الشمال وراءه غير مصدّق حتى بلغ صحبه الذين كانوا يزوون بين أعينهم ليتثبّتوا من المقبل المضطرب..

حين حطّ كطائر الحاج قاسم بينهم قال فشنّفوا الآذان: “صارتلي غريبة يا جماعة وكان ربّي يبقّي عليّ وعليكم السّتر” فانصرفوا إليه بمجامعهم إلاّ واحدًا كان يحكّ ظهره بعود فلا يصل حيث يريد فيتلوّى كورل..

لم يصبر عبد الله ليبوح بسرّه حتى يتخلّص من خيالاته فقال: “مانيش عارف كيفاش خذتني عيني لثريتني في بلاصة موحشة ما نسمع كان في عواء الذيب وهدير جمل هايج وكبّارة عافية جاية قدايا.. عضّيت جبتي وهربت.. ونطيح في قلتة كبيرة متاع ماء”.. توقّف عبد الله وضرب جبينه بكفّه وقال: “الله يلعنك يا شيطان”.. قال صحبه بصوت واحد: “يلعنه ويخزيه.. شبيك؟!” قال: “نسيت كتاب المعيار نلقاش فيه ما يفسّر ها الحلمة!”.. قال الذي كان يحكّ ظهره بعود: “في الرّيح.. ايش فيها ما يتفسّر هذي؟.. البلاصة الموحشة هانا فيها توة والذيب والعافية هاهم دايرين بيك توة والجّمل اللي يهدر معروف عاد!” وأطلق ضحكة أزعجت مزاج عبد الله فقال له: “والذّيل إلّي نبتّ فيّ من تالي وأنا خارج من القلتة ؟!.. شنهو زعمة؟!”..

ضحكوا بأجمهم حتي قال حاكّ ظهره: “هذاكة حنش ماء يا سي عبد الله”..

كان هذا قبل أن يُذاع في نشرة الأخبار خبر وصول شحنة من حوت غريب إسمه “الحنكليس” بأيام معدودات.. أمّا عبد الله المعياري فقد خنس كحنش 😜

“الخال”

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock