تدوينات تونسية

عام 2022… كيف نودّعه وبأيّة عبارات ؟

صالح التيزاوي 

الحقيقة أنّه لم يترك في البال (كمجتمع) حدثا واحدا، يشهد له عندنا، غير مقاطعة 90% من الشّعب التّونسي للإنتخابات التشريعية.. عنوانها الأبرز، انتخابات بدون ناخبين!!

بداياته مثل نهاياته.. ينام النّاس على أحاديث الحليب والسّكّر والمحروقات، ويصحون على آخر ما دُوّن في الجريدة الرّسميّة. كل شيء ارتفع ولامس علوّا شاهقا.. الأسعار والتّضّخّم والمديونيّة والهجرة غير الشّرعيّة وضحاياها، ولم ينخفض سوي الأمل والسّعادة بنوعيها (الخام والصّافي).

عام ستتحدّث عنه أجيال ويذكره التّاريخ بكلّ متاعبه وغصراته وأزماته. لم يكن بمقدورنا أن نقول لبعضنا “ربّي يحييك لأمثاله” لأنّنا لا نريد أمثاله ولن نقول “أعاده اللّه علينا”!! ليس فيه ما نشتاق إليه أو نتحسّر علي ضياعه. يكفينا منه الرّحيل ويكفينا ما رأينا فيه وما سيتركه من ميراث ضخم من الأزمات. هل يحقّ لنا أن نأمل قليلا من راحة البال؟ هل من حقّنا أن نمّني النّفس بتوفّر المفقود؟

الملامح العامة لميزانيّة 2023، لا تبشّر بذلك، يقول المختصّون، إنّها أشدّ ثقلا على المواطن من سابقاتها، لأنّها تعوّل بنسبة عالية على الجباية، تلامس 80%، ودائما حسب الخبراء. وحدها وزيرة الماليّة، تنكر الواقع، وتتساءل بانفعال: “وين تشوفو فيها الآثار السّلبيّة للميزانيّة على المواطن”؟ يجيب الأمين العامّ للإتّحاد العامّ التّونسي للشّغل، بأنّ التّخفيض بنسبة 26% في ميزانيّة الدّعم والتّرفيع في الأداء على القيمة المضافة، سيتحمّله المواطن. وبين عام يكاد ينقضي وآخر على الأبواب، يتواصل صراخ المواطن: هل إلى خروج من سبيل ؟.

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock