تدوينات تونسية

هل هي ليلة بدء الحساب؟

صالح التيزاوي 

لقد سبق للكيان منذ عام 48 أن واجه أنظمة عربية ولكن لم يسبق له أن تعرّض لمواجهة كما حدث ليلة الرّابع عشر من أبريل. فبعد طوفان الأقصى الذي أعقبه تضامن عفوي بين فصائل المقاومة في جنوب لبنان واليمن والعراق وفلسطين، جاء الهجوم الإيراني بالمسيّرات على سماء الكيان للمرّة الأولى منذ احتلال فلسطين ومنذ تاريخ التصعيد بينه وبين إيران.

الهجوم الإيراني
الهجوم الإيراني

لقد سبق لإسرائيل أن اغتالت علماء إيرانيين اعتبرتهم مسؤولين عن بناء قدرات إيران العسكريّة وتطويرها وسبق أن اغتالت قيادات من الحرس الثوري، وكان الرد الإيراني يأتي في كل مرة من جهة من تعتبرهم إسرائيل وكلائها في المنطقة.

على خلاف العادة، جاء الرد الإيراني هذه المرة بعد اغتيال خمسة من موظفيها في قنصليتها بدمشق، جاء مباشرا من
طهران. ولئن لم يكن مؤلما بحجم العدوان الإسرائيلي وبحجم الوعيد الإيراني، ولئن لم يكن مباغتا كما يفعل الكيان دائما، إلّا أنْه مثّل تحوّلا في تاريخ الصّراع مع الإحتلال. إنّ مجرّد قدرة إيران على إمكانيّة الرّدّ، لا شكّ أنّه سيقيّد يد الإحتلال على استسهال العدوان، كما كان يفعل بالأنظمة العربيّة، وعليه منذ طوفان الأقصى والردّ الإيراني أن يعيش القلق وربّما الرّعب الذي فرضه على الأنظمة العربيّة.

لقد أتاح وعيد إيران بالرد منذ أيام على هجوم سابق عليها، وإعلان بدء الهجوم منذ بدايته، الفرصة كاملة للكيان وحلفائه للإستعداد، وهذا ما حصل. أغلب المسيرات تم تفجيرها قبل أن تبلغ أهدافها، فليس للكيان إذا أن يفاخر بفشل الهجوم الإيراني وعدم الحاق أضرار في البني التّحتيّة والأرواح، فذلك ما كانت تريده طهران، لكن ماذا لو كان الهجوم الواسع مباغتا حقيقة؟ لاشك أن آثاره، ستكون قاسية، ولكنّ إيران وازنت بين ردّ، يحفظ ماء وجهها ولا يفضي إلى مواجهة شاملة في نفس الوقت.

أما ماذا بعد هذا الرّدّ، فلم يعد بإمكان إسرائيل منذ ليلة الرابع عشر من أبريل، أن تتجاهل الرّدّ الإيراني على أيّ عدوان محتمل، وعليها أن تقرا مستقبلا الف حساب لأفعالها، أقله، أنها باتت في مرمى السلاح الإيراني، وإن إيران تخطت حاجز التردد في الرّدّ المباشر وان أيّ عدوان مستقبلي من إسرائيل لن يمر دون ردّ، وهذا ما جعل مسؤولين كبار في أمريكا يعلقون على ماجري “لقد دخلنا منطقة مجهولة”.

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock