تدوينات تونسية

صَدَقَ قيس سعيّد فعلا..

عبد اللّطيف درباله

ولا يزال يحقّق النجاحات التي يحلم ويعد بها.. فقد قال بأنّه سيَدخل بتونس للتاريخ.. وسيحقّق إنجازات غير مسبوقة في التاريخ.. وفعلا فعلى يديه دخلت تونس للتاريخ كالبلد الذي شهد أقلّ نسبة مشاركة في الانتخابات البرلمانيّة بالعالم على الأقلّ خلال العشرين سنة الأخيرة.. وذلك وفقا لاحصائيّات المعهد الدولي للديمقراطيّة ومساعدات الانتخابات..!!

تونس في العهد السعيد لقيس سعيّد وديمقراطيّته الجماهيريّة الشعبيّة الشعبويّة العظمى.. حقّقت أقلّ نسبة مشاركة قياسيّة في الانتخابات بلغت 8.8%.. وبعدها في الترتيب تأتي هايتي بأكثر من ضعف النسبة (17.82%)..
وحتّى أفغانستان بحروبها وصراعاتها وانقساماتها وجبالها وكهوفها وفوضاها.. لم تشهد درجة خيبة انتخابات قيس سعيّد المريعة.. وحقّقت نتائج أفضل بأكثر من الضعف..!!!

وسترون يوما بعد يوم إنجازات قيس سعيّد الخارقة للتاريخ والجغرافيا والفيزياء والرياضيّات والمنطق السياسي والعقل السليم..!!!

نظريّة بوعسكر المبتكرة في نقاوة ونزاهة وشفافيّة وصحّة وعذريّة الانتخابات..!!

الانتخابات البرلمانية 2022 تونس
الانتخابات البرلمانية 2022 تونس

•••
فاروق بوعسكر.. رئيس الهيئة العليا المستقلّة (والمعيّنة !!) للانتخابات.. والمعيّن شخصيّا من رئيس الجمهوريّة قيس سعيّد.. أبدع وصار مخترعا عظيما..
فقد اخترع بوعسكر تفسيرات مبتكرة غير مسبوقة في تاريخ الديمقراطيّات لتبرير ضعف الإقبال الفاضح على انتخابات نواب مجلس سعيّد الجديد للسعادة الخام..
وقال فاروق من ضمن ما قاله إنّه لأوّل مرة في تونس تُجرى انتخابات نظيفة وخالية من الشوائب..
وقال فاروق أيضا وأيضا لا فضّ فوه.. بأنّ ضعف نسبة المشاركة جاء نتيجة غياب المال السياسي الفاسد والأجنبي وغياب استعمال الموارد العمومية.. وبأنّ من أسباب ضعف نسبة التصويت غياب الماكينات الحزبيّة..
وكأنّ الأحزاب التي تقوم عليها ممارسة السياسة والعمليّات الانتخابيّة في كلّ الأنظمة الديمقراطيّة العريقة والمتقدّمة.. أصبحت عيبا وعارا وسيّئة نفخر بالتخلّص منها.. متبنيّا بذلك فكر سيّده قيس سعيّد الذي عيّنه تعيينا على رأس هيئة كان من مثله منتخبا فيها.. والذي لا يؤمن بالأحزاب ويعتبرها شرّا وخطيئة..!!

يعني رئيس هيئة تنظيم الانتخابات يعتبر بأنّ ذهاب أقلّ من ناخب واحد من كلّ 10 ناخبين تونسيّين للتصويت.. أي أقلّ من 9 مصوّتين فقط من بين كلّ 100 ناخب.. وصعود مجلس نواب جديد بأصوات أقلّ من مليون تونسي فقط من أصل 9 ملايين ناخب.. يعتبر ذلك على العكس علامة صحيّة وإيجابيّة ونجاحا ديمقراطيّا باهرا غير مسبوق..!!

المهمّ أنّ فاروق بوعسكر اخترع للعالم.. مشكورا.. نظريّة جديدة في الانتخابات.. وفي الديمقراطيّة.. وفي حكم الشعب.. وفي العصر المزعوم لـ “الشعب يريد”.. مفادها أنّه كلّما كان “الشعب الذي يريد” قليلا ومحدودا في المشاركة في الانتخابات.. وكلّما قلّ عدد المصوّتين في يوم الاقتراع.. كلّما كان ذلك دليلا على نقاوة ونزاهة وشفافيّة وصحّة وعذريّة الانتخابات..

لا تخرج قبل أن تقول: “ما شاء الله.. ما شاء الله”..!!!

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock