الخميس 22 مايو 2025
منجي الفرحاني
منجي الفرحاني

الشرطية والفستان

منجي الفرحاني

أرى طيفها في صوت فيروز، في الفساتين الأنيقة المعروضة في واجهات الدكاكين، في صمت المقاهي المغلقة بسبب الكورونا، في لوحة مؤجلة الألوان..

  • #شد_دارك
    صاحت الشرطية التي رأتني أهيم على وجهي في شوارع المدينة بلا هدف فناداني فستان ربيعي الهوى أن خذني إليها، ستكون سعيدا عندما تلبسني لك في أول فنحان قهوة يجمعكما بعد #الكورونا..
    فسألت الشرطية عن رأيها في الفستان فقالت: لا عذر لك عندي، أنت تعرض حياتك للخطر بكسرك لقواعد الحجر فقاطعها الفستان:
    بل هو عين العذر سيدتي الشرطية، أتغمضون العين على مغبوني السميد وتحاسبون العشاق؟!
    لان قلب الشرطية وهي تقرأ جنوني على بطاقة هويتي وقبلت أن تجرب الفستان لتشابه في الأسماء والرشاقة بينها وببن صاحبة العيون العربية العسلية.. كانت جميلة وهي ترتدي الفستان، وضعت قبعتها على رأسها فزادتها وقارا جميلا ثم سألتني في دلال:
  • شكون خير أنا وإلا هي؟
    فلم أسقط في فخ الإجابة بل عبرت لها عن سعادتي بشرطة بلادي عندما تكون في خدمة الشعب..
    أخذت معي سلفي ثم استعادت زيها الرسمي وخاطبتني بجدية:
  • توا بالرسمي، برا روح #شد_دارك وما تنساش الفستان..
    جوع البطن مقدور عليه ولكن جوع المجانين من أمثالك إذا عشقوا فلا دواء له!

في غرفتي، وجدت الشمس لا تزال تعكس خيوطها عبر النافذة وترسم عصفورتي الجميلة..
نادتني:
– أريد ما ماء أبل به ريقي وسأعزف لكما لحن الحياة، أو لم تتعلم البشرية معناها عندما هددها فيروس مجهري لعين؟
– قلت:
– أعصفورتي الجميلة تتكلم في السياسة؟
قالت:
– تعالى نرسم!
بين خيوط الشمس وجدت صاحبة العيون العربية تطل برأسها من غيمة تحجب جسمها..
قالت:
– لقد أبطأت علي، أدركني بالفستان!

غمست ريشتي في ريقها، في خدّيها، في ضحكتها، في حيائها الجميل الذي سال على أناملي وعلى دقات قلبي، في رشات العصفورة وفي لحن الحياة من منقارها..

رن هاتفي الذكي جدا هذه الأيام بعدما تحول بقدرة قادر إلى خببر في علم الفيروسات وفي علم الحجر الصحي وعلم الأمن الغذائي دون أن أنسى علم الأقنعة الواقية من الفيروسات تارة ومن الإنسانية تارة أخرى، فصاحب ربطة العنق الأنيقة والنظارات السوداء المستكرش اللعين لا يزال يفسد علي عشقي وجنوني ولحن الحياة من منقار عصفورتي الجميلة كلما تذكرت السلفي الذي أخذه مع جارتنا الفقيرة وهو يتصدق عليها بقفة لا تسمن من جوع وهو يحسب أنه يحسن صنعا!
كانت رسالة صوتية من صاحبة العيون العربية العسلية تشكرني فيها على فصل الربيع في الفستان…


اكتشاف المزيد من تدوينات

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

شاهد أيضاً

منجي الفرحاني

جارتي لويزة

منجي الفرحاني  عندما جئت لأسكن في بيتي هذا في قلب المدينة قبل جوالي عام، لم …

منجي الفرحاني

الحرب على غزة في يومها الثمانين

منجي الفرحاني  الحرب على غزة في يومها الثمانين المصادف لنوال عند الإخوة المسيحيين وأنا أعرف …

اترك تعليق