تدوينات تونسية

أستغفر الله لي ولكم.. من هكذا ديمقراطيّة..

عبد اللّطيف درباله

.. هذا.. وقد ذهب الشعب التونسي كعادته إلى الإنتخابات..
وانتخب فسيفساء عجيبة من الأحزاب والمستقلّين والملل والنحل.. من كلّ الألوان والأطياف..!!
واجتمع القوم المُنْتَخَبِينَ..
وتناقشوا..
وتفاوضوا..
وهاجوا..
وماجوا..!!
وكان من ابتكار المُنْتَخَبِينَ.. ويا للغرابةَ.. أن اشترطوا رئيس حكومة مستقلّ..
لا حزب له..
ولم ينتخبه الشعب..
ولا يعرفه الشعب أصلا وفصلا..!!!

ثمّ تعذّر عليهم رغم ذلك الاتّفاق والتوافق..!!

فأعلن رئيس الحكومة “المستقلّ”.. صناعته لحكومة كفاءات مبتكرة.. من خارج الأحزاب.. واللّه أعلم بالخارج وبالداخل..!!!

وكان من زيادة العجب والاستغراب..
أنّ نفس الأحزاب السياسيّة التي ابتدعت فَرْضَ رئيس الحكومة المستقلّ.. ونادت بتعيين الكفاءة غير المتحزّبة.. هم أنفسهم..
أي والله هم أنفسهم فعلا..!!
استغربوا استغرابا.. واستنكروا استنكارا.. حكومة كفاءات مستقلّة..!!!

وفي خضمّ ذلك.. تساءل الشعب المسكين..
ما جدوى انتخاب الأحزاب والقائمات والسياسيّين..؟ ؟
وما جدوى الانتخابات أصلا.. مادامت الأحزاب والسياسيّين الذين انتخبوهم.. سيعطون في النهاية الحكم لأشخاص غير منتخبين..؟؟؟!!!

فتذاكى البعض في الجواب على المتسائلين المغرضين..
بأنّ الهدف والغرض والهدف من الانتخابات..
أنّ من يفوز بالانتخابات.. يكتسب حقّ تعيين الكفاءات..!!!

فبُهِتَ الذي كَفَرْ.. الذي كَفَرِ بالديمقراطيّة.. على الطريقة التونسيّة.. على مذهب الطبقة السياسيّة الحاليّة..!!!

وأستغفر الله لي ولكم.. من هكذا ديمقراطيّة.. ومن هكذا طريقة تونسيّة..!!!!

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock