تدوينات تونسية

احذروا مخاطر سيناريو “المناضلة” عبير موسي..!!!

عبد اللّطيف درباله

ما تحاول أن تفعله عبير موسي ليس مجرّد التهريج بمجلس نواب الشعب..!!
وليس مجرّد قطع الطّريق على أعمال المجلس.. وإدخال البلبلة والإضطراب داخل قبّة البرلمان..!!
وليس إفساد السياسة.. وإظهار أنّ الممارسة الديمقراطيّة سيّئة.. خلافا لنظام الحزب الواحد والحاكم الواحد في عهد سيّدها بن علي..!!
أكثر من كلّ ذلك.. فإنّ عبير موسي تحاول جاهدة أن تصنع لنفسها رصيدا نضاليّا.. وأن تحوّل نفسها إلى “مناضلة” ضدّ “ديكتاتوريّة الديمقراطيّة” كما تراها.. وضدّ فساد حكم معارضي ديكتاتورها المفضّل..!!
عبير موسي تحاول جاهدة أن تثبت لنفسها.. وللشعب التونسي.. من خلال نشاط محموم.. خور وزيف وفساد الديمقراطيّة التي منعها بن علي عن الشعب التونسي.. وناصرته هي وأمثالها في ذلك.. بطريقة رخيصة وفجّة وسخيفة.. علّها تردّ الإعتبار لنفسها.. ولسيّدها.. وتثبت للجميع كما تتوهّم أنّ حال تونس قبل الثورة.. كان أفضل بكثير من حالها بعد الثورة..!!

تأمّلوا جيّدا مضمون الخطاب السياسي.. والتصريحات الإعلاميّة.. لعبير موسي..
فهي تعتبر نفسها مناضلة.. تدافع عن مصلحة تونس.. وعن الشعب التونسي..!!
وتدّعي أنّها تقوم بدور تاريخيّ.. لتنقذ في رأيها ووهمها البلاد والعباد..!!!
ولا نعرف إن كانت عبير موسي تصدّق نفسها فعلا..؟؟!!!
أم أنّ عبير تدرك تماما زيف وكذب خطابها.. وتقوم فقط بالتمثيل على الشّعب التونسي.. علّها تجني صفة البطولة والنّضال بعد الثورة.. بعد أن فاتها شرف النضال ضدّ معبودها الديكتاتور بن علي.. حتّى تأخذ بدورها لقب “المناضلة” الذي ذّلتها به الكثير من الشخصيّات السياسيّة الحاليّة.. المناضلة زمن الديكتاتوريّة..؟؟!!

لكنّ الخطر القادم.. لا يأتي من تهريج وخزعبلات وبهلوانيّات وسوقيّة عبير موسي..!!
ولا يأتي من العنف اللّفظي والفعلي لرئيسة الحزب الدستوري الحرّ وشلّة تابعيها المضروبين على أيديهم منها كما يظهر..!!
وإنّما الخطر الحقيقي.. أن تستغلّ جهات معادية للثورة التونسيّة.. تلك الشخصيّة الصداميّة.. فيتحرّك الإرهاب من جديد.. ويقع الإضرار بعبير موسي جسديّا.. أو لا قدّر اللّه إغتيالها.. بشكل ستتوجّه معه أصابع الإتّهام مباشرة وآليّا إلى “أعدئها السياسيّين” الذين كانت تهاجمهم باستمرار.. وسيظهر أنّ الإضرار بها كان بغاية إسكاتها وكفّ أذاها عنهم بقوّة السلاح..!!

حتّى شكري بلعيد ومحمّد البراهمي.. رحمهما اللّه.. وقع استغلال خطابهما السياسي المناهض للترويكا حينها..
ووقع إختيار إستهدافهم بناء على ذلك تحديدا..!!
لأنّ الإغتيال السياسي هو إغتيال يهدف دائما إلى تحقيق نتيجة وأهداف ومنافع سياسيّة بالضّرورة..
وكانت أبرز النتائج يومها.. إزاحة حركة النّهضة والترويكا من الحكم في بداية سنة 2014 لفائدة حكومة مستقلّة..
وثاني النتائج.. كان الإضرار بشعبيّة الأحزاب الثلاثة.. ممّا سبّب خسارتها في إنتخابات نهاية سنة 2014.. وتمهيد الطريق لفوز حزب المنظومة القديمة بالبرلمان والحكومة ورئاسة الجمهوريّة.. أي بجميع السلطات من جديد..!!

بل أنّ بعض المقرّبين من شكري بلعيد أكّدوا أنّه ربّما تلقّى تشجيعا وتوصية ودفعا.. من بعض الأطراف.. بتصعيد حملته وهجوماته الشرسة وتصريحاته الناريّة ضدّ النهضة خصوصا.. في فترة الأسابيع القليلة التي سبقت إغتياله غدرا..!!!
وإنّ ذلك كان ملاحظا من تواتر وكثافة وشراسة نسق تدخّلاته الإعلاميّة في الفترة الأخيرة من حياته..!!

لذا.. فإنّ حالة عبير موسي.. وبرغم تفاهة الشخص.. هي حالة تدعو للحذر..!!!

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock