شيطاني ونقابة الثانوي
الخال عمار جماعي
لا أدري ما هي الغاية من إقرار نقابة الثانوي عشرين دقيقة (هكذا !) إضرابا من أجل “القضية الفلسطينيّة”! لست ضدّ ولا مع ! فلربما الغاية هي الإبقاء على حضور القضية في ذهن الأجيال، أو قد يكون الأمر من باب “أضعف الإيمان”، أو من يدري ؟ لعلّ ذلك هو الشّكل الأنسب حتى لا يُعتبر الأمر “يوم عمل غير منجز”!
الحاصيلو، هاني ولّيت نلوّج على تبريرات لأنّ فلسطين وحدها يمكن أن تجعل “كلّ شيء مقبولا”… لكنّ شيطاني ابن الخبيثة يقول لي إنّه عمل “عابث” يذكّر بتلك التوصيات التعيسة جدا التي كانت زمن بن عليّ بتخصيص عشرين دقيقة “لشرح مبادئ السابع من الشهر الحادش”! ويوسوس أيضا أنّ هذا الشّكل “النضالي” وقع ابتداعه مع نقيب قومي الهوى ! ولعلّه أضاف وهو يغمز لي بعينه أنّ الأمر لا يقدّم ولا يؤخّر ولا يمثّل ضغطا على أيّ طرف !
وشيطاني خبيث إذ يستغلّ “وجعي الفلسطيني” ليتحدّاني فيمعن في إيلامي أكثر بتذكيري أنّ جريمة دولة وقعت على أراضينا في حقّ المهندس طيّار “محمد الزواري” ولم نحرّك ساكنا ولا حتى منحنا الجنسية التونسية لأرملته رغم أنّ صيحة “التطبيع خيانة عظمى” من الرّئيس لا تزال ترنّ في أذن كلّ من ذهب لينتخبه ! يذكّرني شيطاني أيضا أنّ نقيب الأساتذة قد ذهب ليعضد “بشّار” الذي يتمسّك بحقه في الإجابة على الاعتداءات الصهيونية على أراضيه “في المكان والزمان المناسبين”… ووسوسات أخرى أحتاج شيطانا آخر -كأغلب التوانسة !- ليفهمني !
سلاما على القضية في المكان والزمان المناسبين…
“الخال”
