سيّدي الرّئيس
الخال عمار جماعي
إذا كنت ستبقى في حدود غرس شجرة ومعانقة أولاد الحفيانة ومقابلة زيد وعمرو واقتحام المقاهي الشّعبية… وهذا ما تروّج له صفحتك الرّسمية، فهذا “كعك ما يطيّر جوع” ! ربّما هذا ممّا يجعلنا نطمئنّ لك ونقدّر تواضعك ونسعد لكسر الصورة المنمّطة لرئيس “الكاريزما”… ولكن يا سيّدي لا أعتقد أنّنا انتخبناك “علشان الصورة تطلع حلوة”! قد نرضى بما أنت فيه من سلوك محافظ ومستقيم تصلّي الجُمَعَ والصلوات الخمسة في أوقاتها ولعلّك تقيم الليل أيضا… لكن أعتقد يا سيّدي أنّك لن تكون “شفيعا” لنا عند ربّك فأنت كما تعلم من شعب تونس: ساق في الجنّة وساق في النّار !
سيّدي الرّئيس
لن أحرج حضرتك الآن بمطالب الفقراء ولن “أغمّ” قلبك باحتياجاتهم، فلعلّها مهمّة غيرك من حكومة الحدّ الأدنى… ولكن أليس قد آن الأوان لتعلن بعض الإجراءات التي لن تضرّك أو تضرّ البلد في شيء، كأن تعلن عن تخفيض راتبك ورواتب أهل الدولة فهذه رسالة مهمّة للرئيس الزّاهد (ستقول لي يلزمنا مصادقة نيابية ! لا بأس قولها أنت بركة وايش عليك !) أو تجمع مجلس الأمن القومي بالمتاح من أعضائه لتفكيك قنبلة “قضية الوردانين” حتى لا تكون لعبة “فري فاير” فايسبوكية… أو أن تخرج لنا على الأقلّ في لقاء متلفز (طبعا على الوطنية يا وطني !) لتجيب على بعض أسئلتنا فنحن كالأطفال نحبّ أن نأمن من خوف ونطعم من جوع… أو أن تُمضي -قبل أن تَمضي- على ذاك القانون الانتخابي الذي خبّأه بن تيشة عن رئيس البلد ففيه خلاص من زوائد انتخابيّة ما كانت لتوجد في المشهد اليوم… جعل الله توقيعك في ميزان حسناتك… وأشياء أخرى سوف نشير إليها في إبّانها !
سيّدي الرّئيس
هذا خطاب شاعر لم يتعوّد مديح السلطة فاعذره في بعض “تقعّر” فما كان قصده أن يشوّه صفويّة لغته ولكنه أراد فقط أن يبلّغك رسالة شعبك أقصد “شعب هروب الرّئيس” كما ذكرها شاعر صعلوك قبلي، رسالة بلغة شعبك…
“الخال عمار الجماعي”
•••
وأنا أتابع التعليقات وردّات الفعل على هذه التدوينة حول السيّد قيس سعيّد في صفحتي والصفحات التي نقلته تذكّرت نكتة قديمة كنّا نقولها لصديق لنا “مستّك جدا” ولعلّنا كنّا نغبطه “غباءه البنيوي”!
عاد كنّا نقولوله: يا فلان، خلق ربّي الكلّ عندهم شيطان واحد يوسوسلهم، كان أنت عندك زوز: شيطان يوسوسلك وشيطان آخر يفهّمك إيش وسوسلك الأوّل”! ههههه
عندنا جزء من الشّعب التونسي العظيم يحتاج زوز شواطن بقرونهم هههههه..
والله يهدي خلقه…
“الخال”