تدوينات تونسية

لو إستنصحني قيس سعيد لنصحته

عبد القادر الونيسي

سيدي الرئيس
لا معركة تعلو فوق معركة الحسم مع الفساد و الفاسدين و هي معركة وجود أمام خطر محيط يهدد البلاد و الذي ربما ينتهي بها إلى حكم العصابات.
هذه الحرب ليست بالأمنيات و البلاغات و لكن بترسانة أمنية و قضائية و حتى عسكرية مع إستنفار الشعب لإحداث الصدمة في قلوب الفاسدين أو لا قدر الله نحن في طريق نحو نموذج حكم المافيات أو ربما حتى تقسيم التراب الوطني بين عصابات السوء لتعيث فيه فسادا.

سيدي الرئيس
الفاسد الناهب لمال الشعب لا يستدعى إلى المحاكم بل تقتحم عليه الدولة بيته مع التفتيش الدقيق لإستجماع أدلة الإدانة وتقديمه إلى العدالة.
كهذا يتم الأمر في الدول الديمقراطية. منذ عام إقتحمت الشرطة الفرنسية سكنى الرئيس الأسبق ساركوزي فجرا لشبهة فساد وهكذا الحال مع كل من تحوم حوله شبهات في إيطاليا وألمانيا وكل دول العالم الحر.
هكذا تصدت الديمقراطيات للفساد بالمباغتة والهجوم عليه في عقر داره.
أرباب الفساد معلومون بالإسم يعرفهم القاصي والداني وهم مبثوثون حتى في أركان الدولة.
أموال الدولة سيدي الرئيس ليست في خزائنها بل في جيوب الفاسدين. أموال السياحة لا تدخل بنوك تونس بل تبقى في بنوك سويسرا (شهادة الشاذلي العياري محافظ البنك المركزي السابق) وغيرها من أموال الشعب المستباحة.
تقول لي وأنت رجل القانون: نفتقد إلى ترسانة قضائية للبت في ملفات الفساد بالسرعة المطلوبة. لا سيدي الرئيس سابقا لم تكن هناك رغبة صادقة في محاربة هذا الأخطبوط. قضاة تونس الآن في كل مكان من العالم في المنظمات الدولية وفي بلدان الخليج ويحظون بتقدير فائق يتم إستدعاؤهم مع ترسانة المتقاعدين بإسم الواجب الوطني وتيسير شروط العمل حتى لا تبقى قضية فساد بواح مثل قضية نبيل القروي منشورة منذ سنوات دون البت بل ربما لكان هو حاكم تونس الآن لولا الضمير الشعبي الذي رفض الهوان.

سيدي الرئيس
الفساد الآن بعد الحسم الجماهيري العظيم في الإنتخابات الرئاسية يعيش حالة من الشك والخوف وإن لم نباغته حالا ونستأصل شآفته فسيستجمع شتاته ويجهز علينا.

سيادة الرئيس
إنتخبناك لهذا خاصة فلا تخذلنا وتالله لن نخذلك إذا صدقت وعدك وأنجزت عهدك.

و الله من وراء القصد.

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock