تدوينات تونسية

مربط الفرس في المسكوت عنه

محمد بن نصر

وصفوه بكل الأوصاف، قالوا عنه إنه غامض، فوضوي يريد أن يهدم أركان الدولة. قالوا عنه أنه لص ماكر يبطن ما لا يظهر، قالوا إنه مجرد مخلب لقوى خفية، يسارية عند البعض، شيعية عند البعض الآخر ثم تفتقت عبقرية أحدهم ففكر وقدّر وقال إنه مصاب بمرض التوحد. قالوا كل ذلك ومازال في جرابهم المهترئ من جديلة هذه الأوصاف ما لم يفصحوا عنه.
نعم اجتمعت الطبقة السياسية التقليدية على رفضه الا نزر قليل ولكن لم يتجرا أحد منهم ويذكر حقيقة تخوفاتهم. يعلمون جيدا أن صلاحيات الرئيس محدودة وطبعا سوف لن يطالب أحد بتعديلها الآن، ولسان حالهم يقول يرحمك يا ترويكا لولا نظامك الشبه برلماني الذي أطلقنا عليه نيران ألسنتنا لكانت مصيبتنا أعظم. يعلمون أن المشاريع التي سيتقدم بها إن أصبح رئيسا تمر حتما بالبرلمان. إذا أين مصدر هلعهم؟
هذا الرجل قد يرقص رقصة لم يتعودوا عليها، رقصة على غير ذات نمط. لازالوا يعيشون سندروم الكتاب الأسود، ويخشون هذه المرة أن يخرج عليهم بكتاب أسود بأسماء رجال الأعمال الفاسدين وكتاب أسود بأسماء الخونة الذين باعوا الوطن. يخشون أن يكشف عمّا دفنوه سويّة، أن يكشف عمن اغتال شهيدي الوطن، شكري بالعيد والحاج البراهمي وتنفضح القصة. يخشون أن تظهر حقيقة الجهاز السري وما سيكشفه البحث عن الأجهزة السرية الحقيقية. يخشون أن يفتح علبة الإرهاب ويرفع الغطاء عن كبار الإرهابيين، أولئك الذين خططوا وأولئك الذين مولوا. تلك هي مخاوفهم وغيرها كثير ما عدا ذلك إسهال ألسنة “جرت” بطونها. وإن غدا لناظره لقريب.

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock