تدوينات تونسية

هل تؤثر هذه المناظرات على الناخبين !؟

مهدي مبروك

اتاحت لنا المنظارات الجارية حاليا مع المترشحين للانتتخبات الرئاسية وبقطع النظر عن دقتها و جودتها اكتشاف أو اعادة اكتشاف المترشحين بشكل مختزل طبعا كعادة المناظرات والاختبارات التي تجتث المترشح من السياق العام ومسار حياته وتاريخه الخاص وشبكة تفاعلاته وتضعه أمام امتحان… لا ادري ما دقة المناظرة في رسم صورة دقيقة وافية عن حقيقة امكانيات الفرد/ المترشح للانتخابات الرئاسية وجدارته في ادارة مرحلة قادمة هي بدورها لا تفصح عن جميع الاختبارات التي سيوضع فيها المترشح / رئيس الجمهورية فقد يخبئ القادم ما لم يتوقع الرئيس وما لم يجب عنه اصلا… هذا التركيز على المترشحين جيد غير انه علينا استحضار ثلاث مسائل :
هل حقيقة تؤثر هذه المناظرات على الناخبين والى أي حد.. ما هي النسب المتوقعة مثلا للناخبين الذين اختاروا أو رجحوا من خياراتهم الانتخابية العديدة وحسموا الأمر استتنادا فقط الى المناظرة؟
يخيل الى ان التونسيين وفي سياق تونسي محض “انهم” لا يتابعون نفس المناظرة فردود افعالهم متباينة على آداء المتشرح الواحد… وهذا يعيدنا الى معظلة التلقي وتعقد القرار الانتخابي… منذ عقود انهارت ثنائية الباث والمتلقي… التي نظر اليه كلود شانون المهندس وعالم الرياضيات الامريكي وهي التي صاغت مقاربة الاشهار والاعلام لاكثر من عقدين… الرسالة الواحدة التي يبعث بها المترشح تؤول بطرق مختلفة.. الناخب في هذه الحالة يتلقى رسائل المترشح في المناظرة وفق تكوينه وميولاته وذاكرته الانتقائية وجيوب المماتعة النفسية المسبقة التي صاغت صور جاهزة عن المترشح… هل تعتقدون ان يساريا ما قد تشكلت صورته حول مورو سيقتنع به لمجرد ان آداؤه جيد في المناظرة ؟ هل تعتقدون ان اسلاميا ما مثلا له صورة مسبقة حول الرحوي سيغير من قناعاته حوله لمجرد اعجابه به اثناء المناظرة؟ (مجرد أمثلة بيداغوجية قصوى..).
الفئات الواسعة من الناخبين قد تكون شكلت خزانا لما يعرف بالناخبين المساتدين “électeurs supporteurs” حيث يكون سلوكهم الانتخابي أقرب الى مساندة الجمهور الرياضي فرقهم المفضلة مع الكثير من التعصب والحماس.. تذكروا كيف يغضب الجمهور الرياضي على فريقه عند الخسارة مثلا ولكن ما ان يمر بمحنة أو اختبار حتى يهب لنصرته… جمهور الناخبين هؤلاء غير معني بآداء مترشحيهم المفضلين الا على القاعدة المفاخرة… مهما ارتكب من اخطاء… سينجده… رئيس حزب قلب تونس قد يكون مرشحا للفوز وهو لم يحضر المناظرة اصلا… وصورته التي تنتشر في اوساط عديدة من الناخبين لا تعني تماما انصاره وقد يهتف “داوني بالتي كانت هي الداء”… والله أعلم

اترك رد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock