فوزي الطلحاوي
قلت سابقا: إنّ شخصية الدكتور قد لاقت قبولا لدى شريحة واسعة من التونسيين وأقررت بحضوره الركحيّ واستعداده لحملته الانتخابية ولعلّه ظنّ أنّ ذلك كاف.
لا يجد المتتبّع لخطاب الدكتور عنتا في الوقوف على محاولة إخفاء المقاصد ومغالطة الرأي العام بما يظهره من ثقة بالنفس وهدوء مصطنعين والحال أنّ ملاحظات واستنتاجات كثيرة قد وقفنا عندها ونكتفي ببعضها؛
1. كم دارت كلمة ثورة على لسان الدكتور الطبيب لطفي المرايحي من مرة ؟ مرتين ارتبطت كلتاهما بالإرهاب “الثورة للأسف من تداعياتها الإرهاب…” إذن من هو الدكتور المرايحي ؟ مع الثورة ام ضدّها ؟ زئبقيّ…
2. ما موقف الدكتور من غلق السفارة السورية (السؤال يوجّه المتلقّي ضمنا إلى أنّ المرزوقي -وله الشرف- هو من أعلقها… آبون !)؟ الجواب يكاد يسبق إتمام طرح السؤال: إعادة فتح السفارة السورية فورا (صيد؛ يا عيني يا عيني)!!! في الأثناء كنّا ننتظر من دكتور طبيب جرّاح من ابناء تونس الأعماق ان يشرّح بثقافته الموسوعية الوضع السوري والسوريين ولكن (بح)… هل سمعتم حديثا عن السوريين ومعاناتهم او استعدادا للعمل ضمن الاتحاد المغاربي -وحزبه حزب شعبيّ مغاربيّ- والجامعة العربية والأمم المتحدة والمنظمات الدولية ووو للتخفيف من آلام السوريين ومعاناتهم ؟؟؟ (قط أبدا) !!!
سئل المرايحيّ عن الديبلوماسيّة فكانت الطامّة ويا للرؤية والرؤيا ! استخفاف بموفع تونس وثورتها وديمقراطيتها ومكانتها بإفريقيا والإقليم حيث أجاب: “آش نسخايبو رواحنا؟” وانبرى يذكرنا بحجمنا وحقيقة حدود امكانياتنا… إنّه “التحقير والتقليل من الشأن لأنّه يستبطن تقزيما للثورة ويستبطن مفهوما للديبلوماسية متكلسا جامدا سلبيا رجعيّا مفهوما أرسى دعائمه نظاما بورقيبة وابن علي (النّأي بالنفس والوقوف على الحياد بدعوى عدم الدخول في سياسة المحاور) قمّه استغفال المتلقّي، وهي السياسة الكريهة نفسها التي طبّقت علينا في الداخل والتي كادت تفكك المجتمع التونسي وخلفت هويات سيئة طبعث ثقافة التونسي وسلوكه من قبيل: (خاطي راسي واضرب، ما يهمنيش وآش مدخلك ؟؟؟…) خطاب مخادع ماكر يناقض ما حاولت الترويكا بقيادة المناضل محمد المنصف المرزوقي إرساءه من ديبلوماسية تقوم على ثوابت احترام حقوق الإنسان وحق الشعوب في تقرير مصيرها، ديبلوماسية اقتصادية دينامية حيّة بفضلها أشعّت دول واحترمت شعوبها (انظر إلى السويد، كندا، إيزلندا…) امّا سياسة النأي بالنفس فهي سياسة دول الذل وهي ان يذبح شقيقك العربي المسلم لا قدّر الله أمامك ولا تحرك ساكنا وتنأى بجانبك… (نعل المرزوقي أشرف)…
3. وأمّا المفضوح من الخطاب والذي بدا واضحا جليّا أنّه في تقابل عكسي مقصود مع الدكتور المرزوقي فكان الحديث عن توجّه تونس نحو عمقها الإفريقي فما كان جواب صاحبنا ؟؟؟ لقد كان صادما مفاجئا غريبا من مرشّح رئاسيّ حيث جاء من ضمن كلامه: “من نحن ؟ ومن سيسمح لنا ؟ وإفريقيا مقسمة بين الفرنسيين والإنقليز ؟؟؟ الله الله يا لها من جبرية وقدرية ! إذن سيادة الرئيس المستقبلي أوجز وقل: الاستعمار قدرنا وأنزل الستار !
هذه بعض ملاحظات بدت لي إضافة إلى تفاصيل أخرى قد تبدو أقلّ ثقلا كموقفه من العدالة الجبائية وغيرها… فشتّان ما بين دكتور ودكتور ! وهيهات أنّ تمرّر علينا الخطابات المواربة !
اكتشاف المزيد من تدوينات
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.