مقالات

قصاصات في يوم عيدها

عبد القادر عبار

1. لماذا عيد المرأة وليس عيد النساء ؟
فعيد النساء هو لكل النساء دون تمييز بينما عيد المرأة هو لامرأة خاصة مقصودة يريدونها حسب مواصفات محددة.
2. في تعريف الشيء المعتاد :
معنى المرأة في المعجم هي مؤنث الرجل وجمعها. نساء من غير لفظها، هي أنثى الإنسان البالغة، كما الرجل هو ذكر الإنسان البالغ، وتستخدم الكلمة لتمييز الفرق (البيولوجي) بين أفراد الجنسين الرجل والمرأة أو للتمييز الاجتماعي بين دور المرأة والرجل في الثقافات البشرية.
تقول الاسطورة الهندية: المرأة بالنسبة للرجل… مرآة ينظر من خلالها الى مجده، ووسادة يتكيء عليها عندما يكون تعبان، وقناع يختبئ وراءه وهو تعس، وفكرة تستفزه فيبدع، ومنارة يهتدي بها).
وقال بلزاك: المرأة هي مخلوق بين الملائكة والبشر.
وقال شكسبير: المرأة كوكب يستنير به الرجل ومن غيرها يبيت في ظلام.
3. في الحد الفاصل بين مصطلح “فتاة” و “امرأة”
عادة ما تكون كلمة “امرأة” مخصصة للأنثى البالغة بينما تُطلق كلمة “فتاة” أو “بنت” على الإناث من الأطفال غير البالغات. وفي بعض الأحيان يُستخدم مصطلح المرأة لتحديد هوية الأنثى بغض النظر عن عمرها، كما هو الحال في عبارات مثل “حقوق المرأة”.
مصطلح الفتاة يستخدم أحيانا بالعامية للإشارة إلى امرأة شابة غير متزوجة؛ ومع ذلك، خلال أوائل السبعينات طعنت الناشطات النسويات بهذا الاستخدام لأن استخدام مصطلح “فتاة” للإشارة إلى امرأة بالغة قد يتسبب بجريمة. وعلى العكس من ذلك، ففي بعض الثقافات التي ما زالت تربط بين شرف الأسرة وعذرية الإناث، لا تزال كلمة “فتاة” تُستخدم للإشارة إلى المرأة غير المتزوجة. لأن بعض الثقافات تعتبر أن استخدام كلمة “امرأة” يدل على أن الأنثى خبيرة جنسياً مما يشكل إهانة لأسرتها في بعض المجتمعات المحافظة.
4. امرأتان.. (سيدة 1957.. وسيدة 1975)
امرأة قالت: نعم.. وصارت حديث الإعلام.
وامرأة قالت.. لا.. وصارت شغل الناس.
قابلت بورقيبة امرأتان.. استسلمت الأولى.. و عصت الثانية.
امرأة أسلمت رأسها واستسلمت لبورقيبة فنزع غطاء رأسها السفساري (رمز الحشمة عند المراة التونسية) ودشن بها رمز مشروع امرأة الاستقلال.. وفتاة الحداثة. وصارت حديث الدنيا.. بين مؤيد ومعارض.. ومستبشر ومتشائم.. وراض وساخط.
وامرأة اختيرت عام 1975 لإلقاء محاضرة في ندوة بمناسبة السنة الدولية للمرأة عن مكانة المرأة في الإسلام بحضور الرئيس بورقيبة الذي كان يعتبر يومها الاستثناء العربي البارز والصريح في مجال تحرير المرأة وكان من المنتظر والمفروض من المحاضرة التونسية ومن باب رد الجميل والاعتراف بالمعروف أن تمدح فارس التحرير النسوي وتشيد بالتجربة التونسية إلا أنها فاجأت المراقبين بانتقادها للسياسة المتعلقة بالمرأة التي رأتها -المحاضِرة- تضاد الشرع في حظر تعدد الزوجات مثلا.. ثم خالفت التقاليد المتبعة في كذا مناسبات برفضها مصافحة الرئيس ابرز الحاضرين..
وأصبح الناس يتحدثون.. بين مستغرب ومتعجب.. وبين مادح وقادح، وبين مستبشر ومحتج.. عن امرأة يقال لها الدكتورة “هند شلبي”.. لم تصافح بورقيبة..
5. وان كنت أنسى فلن انسي إبداعات
رد المرحوم “مبروك الزرن” على الأسئلة السياسية في فتنة 87 بالداخلية (أنا كثيرا ما احكي عنه وذلك بسبب جواري معه في تلك الفتنة والعلاقة الجميلة والحميمة بيني وبينه وحسن ظنه وثقته فيّ وتوقيري واعجابي بمواقفه.. فرحمه الله) سألوه مستفزين وهم يريدون توريطه في الإجابة فقالوا: ما رأيك في فضل بورقيبة على المراة التونسية فقال اسألوه ماذا فعلت فيه “وسيلة”.. وكانت وسيلة في تلك الآونة (1986) قد نشزت وغادرت البلاد وحصل الطلاق بينها وبين بورقيبة ثم قالوا له: كيف تصفون محرر المرأة بالعجوز هذه جريمة ثلب.. فقال: الوصف بالعجوز ليس فيه ثلب ولو كان فيه ثلب لما وصفت السيدة سارة عليها السلام زوج ابراهيم الخليل.. نفسها بالعجوز حين قالت: “يا ويلتا أألد وأنا عجوز وهذا بعلي شيخا”.. فبهت الذي سأل.
6. اليوم 13 أوت عيد المرأة التونسية..
يفيض فيه القصر الرئاسي كعادته بنساء “العيد”. يبرزن في أقصى زينة حداثتهن وفي آخر موضة عقلانيتهن… ينتقين بدقة حسب مواصفات امرأة العيد… اذ يسمح لامرأة “57” وقد يحجّر على امرأة “75”.
وحتى لا اتّهم بالعقوق.. فانه لا يسعني إلا أن أقول لأم العيال ورفيقة المشوار “أم محمد” (امرأتي في الشريعة والمجتمع ومواطنتنا الصالحة).. كل عام وأنت بخير.. كل عيد وأنت في صحة وعافية.. وكل ذكرى وأنت في همة والتزام.

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock