الأكاديمية الفرنسية: تأنيث أسماء المهن سنة 2019 أخيرا !

الأكاديميّة الفرنسيّة تصادق على تأنيث أسماء المهن أخيرا سنة 2019 !
فكما هو معلوم في الفرنسيّة في جنس الألقاب والأسماء:
مثلا كاتب وكاتبة، يقابلهما في الفرنسيّة لكليهما “écrivain” فلا تتميّز الأنثى بل يطلق عليها ما يطلق على المذكّر، ويحتاجون لإضافة (مدام) قبلها لتمييزها، فيقولون: مدام الكاتب يقصدون الكاتبة.
وهذه خطوة، لكن بقي عليكم أيّها الفرنسيس (والانجليز من ورائكم طبعا) الآتي لتلتحقوا بركب اللّغات المتحضّرة:
1. جنس المضاف إليه: في العربيّة حين نضيف للضّمير نعرف جنسه، ولا يقع ذلك في الفرنسيّة إلّا بالرّجوع للسّياق.
فحين نقول: كتابه نعرف أنّ المضاف إليه ذكر، وحين نقول كتابها نعرف أنّ المضاف إليه أنثى.
أمّا في الفرنسيّة فكلاهما تقابله عبارة واحدة: “son livre”
حين تقول: ولده، تعرف أنّ المضاف إليه الأب، وتقول ولدها فيكون المضاف إليه الأمّ، أمّا في الفرنسيّة فلكليهما son fils فلا تميّز المقصود هل هو الأب أم الأمّ
وهكذا هي قاصرة عن العربيّة في كلّ مضاف إلى ضمير جنس:
2. جنس المضاف إليه المخاطَب: في العربيّة نقول كتابكَ وكتابكِ فنفهم جنس المخاطَب، أمّأ في الفرنسيّة فلكليهما ton livre فلا ندري جنس المخاطَب ذكر أم أنثى.
وأمّا في الجمع، فنقول: كتابكم، كتابكنّ، كتابكما؛ وجميعها في الفرنسيّة لها عبارة واحدة “votre livre”
وهذا جارٍ في كلّ مخاطَب مضاف إليه في الإفراد والجمع والتّثنية.
3. الجنس في الفعل:
في المضارع: نقول: أنتَ تكتب، أنتِ تكتبين، فنعرف جنس المخاطَب ذكرا أو أنثى، وليس هذا في الفرنسيّة بل لكيهما نقول: tu écris، فلا نميّز جنس المخاطب.
وهكذا في جميع الأفعال المضارعة حال الإفراد والجمع والتّثنية، فقولنا: أنتم تكتبون، أنتنّ تكتبن، أنتما تكتبان لها مقابل واحد: “vous écrivez”
وفي الماضي أيضا نقول: كتبتَ، وكتبتِ، فنميّز الذّكر عن الأنثى، وكتبتم وكتبتنّ، وكتبتما، فنميّز جمع المذكّر من جمع المؤنّث من المثنّى، ولا يتميّز ذلك في الفرنسيّة، بل الأوّل يقابله عبارة واحدة للذّكر والأثنى: tu as” écrit”، والثّاني للجمع المذكّر والمؤنّث والمثنّى “vous avez écrit”
وهكذا في جميع الأفعال.
وفي الأمر: نقول اكتب، اكتبي، اكتبوا، اكتبن، اكتبا، وليس للأوّلين في الفرنسيّة إلّا écris، وللثّلاثة الأخيرة: “écrivez”
4. جنس الألقاب والأسماء:
وفيه هذا الّذي فعلتموه حديثا أي: كاتب وكاتبة، يقابلهما في الفرنسيّة لكليهما “écrivain”
لكنّه لا يكفي، وبقي عليكم:
كاتبان، كاتبتان، كاتبون، كاتبات، كتّاب: نفهم من الأوّل أنّهما اثنان من الذّكور، ومن الثّاني اثنتين من الإناث، ومن الثّالث جمعا للذّكور، ومن الرّابع جمعا للإناث، ومن الخامس جمعا للذّكور والإناث.
وهذا الخمسة كلّها يقابلها جمع واحد: “écrivains”
وهكذا في جملة من الأسماء والألقاب لا يحوطها حصر: (رئيس، مدير، أستاذ، مؤلّف…)
•• ممّا سبق يمكن الاستنتاج بسهولة أنّ المرأة غائبة عن بنية اللّغة الفرنسيّة، يجعلها كائنا هامشيّا جدّا وظلّا خفيفا متواريا يذوب في الرّجل.
وأظنّ هذا الغياب ناتجا من عدم اعتبارها إنسانا أصلا كما هي العقيدة الشّائعة في أوروبا في القرون الوسطى وما بعدها حيث وقع إنكار كونها إنسانا بقرار مجمعيّ للكنسوت المسيحيّ، وتقرٍّ كونها شيطانا في صورة إنسان توسّطا بين قولين وقع الخلاف فيهما هل هي إنسان أم شيطان، فصاروا للجمع المقدّم على التّرجيح!
ولذلك مثلا نجد أنّ لفظ: “homme” في الفرنسيّة هو مشترك لفظيّ يعني: إنسان، ويعني أيضا رجل، وهو لا يشمل المرأة.
في حين أنّ الإنسان عند العرب هو الرّجل والمرأة معًا، ولا يفيد الرّجل حين تقول إنسان بل يشملهما.
وكذلك فالمرأة عندهم تفقد لقبها لتحمل لقب زوجها وليس هذا عندنا، وإن كان بدأ يتسرّب إلينا عند القردة المقلّدين للغرب، وإلّا فلم يكن هذا معروفا عند العرب والمسلمين، بل المرأة يبقى لها لقبها ونسبها بل واستقلال ملكيّتها كما هو.
فعندهم (مدام فلان) وإذا طلّقت وتزوّجت من آخر فقدت اللٌّقب مرّة أخرى وانتقلت إلى لقب (موسيو علّان) الجديد وتحوّلت إلى (ep) المغبونة!
ديديكاس: الفخونسي يعبّر خير!