تدوينات عربية

الإعلام التركي الناطق بالعربية ومعركة «عفرين»

مصطفى زهران 

معركة «عفرين» من أهم المعارك العسكرية التي تمثل تحديا كبيرا لدى الإدارة التركية الحالية، ويقف الشعب التركى عن بكرة أبيه داعما لخطوات جيشه التى أقدم عليها في عملية أطلق عليها «غصن الزيتون»، وحين تدخل المقاهي والمطاعم وشتى الأماكن في مدينة إسطنبول تجد الصورة الأبرز في شاشات التلفاز هى صورة المجنزرات العسكرية والاليات وصف الجنود والمعارك.. كحالة تماهى ودعم وشغف بما هو كائن على الأرض هناك في عفرين..

بيد أن الملاحظ ان هذه المعركة تفتقد للتغطية الإعلامية التركية الناطقة بالعربية بشكل يوضح للجمهور العربي حقيقة الأهداف والأطر والمحددات التي تقف وتتمركز حولها هذه العملية، خاصة في ظل حجم الجدل الناشئ حول هذه المعركة -منذ الساعات الأولى لانطلاقتها- داخل المنطقة العربية، ما ساهمت ضعف التغطية واقتصارها على منصات إعلامية عربية قوية تمزج بين الصورة والتوظيف الأيديولوجي المتفاوت درجاته في إثارة البلبلة والإرباك في ذهن المتابع العربي، وساهم في دعم بعض من النخب العربية والإعلامية وغيرهم الحالة الميليشاوية الكردية الطامحة والطامعة في تدشين دويلة على انقاض تمزيق وتقسيم المجزأ ووصل الأمر بالبعض إلى تصور المشهد وكأنه احتلالا تركيا على غرار خطوات الدول الاستعمارية الكبرى في فترات سابقة، وبعيد عن نقض ذلك التصور أو الإقرار به ما يعني هنا هو القصور البادئ في الإعلام التركي الناطق بالعربية في مخاطبة الجمهور العربي رغم المجهود التقليدي الذى تقوم به قنوات trt العربية إلا أنه لا يضيف شيئا، ولا يمكن أن ينافس على الساحة العربية والإسلامية، وهو الأمر ذاته والذى تكرر في مشهد الإنقلاب التركي الفاشل 15 تموز 2016، والذى لم يستطع أن يقدم تصورا داعما للدولة في مواجهة الانقلاب وإبراز الصورة الحقيقية على الأرض، والقصور الإعلامي هنا يجمع المقروء والمرئي على حد سواء.

ولى أن أقول أن أهم موقع صحفي وإعلامي يتناول تركيا باللغة العربية يديره عراقي يعمل صحفي وباحث يعد مصدرا هاما لكافة وسائل الإعلام العربية والغربية والمؤسسات الإعلامية التركية الناطقة بالعربية تقليدية وبيروقراطية لا ترقي لحجم الدور التركي الذى تلعبه في المنطقة والذى يستدعى جهدا موازيا مثل ما تقدمه في مجال إنتاج الأفلام والمسلسلات بشقيها الدرامي والتاريخي.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock