تدوينات تونسية

قطر موّلت ودعّمت حملة “نابوليون بونبارت” على مصر !!!

صالح التيزاوي
منذ الإنقلاب العسكري على الشّرعيّة في مصر وصعود السّيسي إلى الحكم بالمكر والخديعة ثمّ بالبطش وهو يقود مصر من انحدار إلى آخر ومن سقوط إلى سقوط أشدّ.
فهل دخلت مصر في عهد السّيسي زمن السّقوط السّريع؟
ما أن أعلن في الدّور الأخير لانتخابات منظّمة اليونسكو عن فوز المرشّحة الفرنسيّة برئاستها حتّى انطلق النّظام المصري في احتفاليّة هستيريّة نكاية بقطر ومرشّحها متناسيا خيبته في خروج مرشّحه مبكّرا من السّباق إلى رئاسة المنظّمة. سياسيون وإعلاميون من مرتزقة النّظام الإنقلابي رقصوا طربا لخسارة مرشّح قطر في الدّور الختامي أمام المرشّحة الفرنسيّة بفارق صوتين فقط، بعد أن أدارت قطر معركة شرسة ومشرًفة دفاعا عن حظوظ مرشّحها، فيما لم يستطع مرشّح النّظام الإنقلابي إدراك الدّور الختامي. بعيدا عن منطق الإصطفاف ما حدث يعدّ خسارة للعرب جميعا يتحمّل مسؤوليّتها “مثلّث الشّرّ”.
لقد كانت أمامهم فرصة تاريخيّة للفوز برئاسة المنظّمة ولكنّهم ضيّعوها كما ضيّعوا فرصا أخرى بسبب خلافاتهم الطّفوليّة ومراهقتهم السّاسيّة ونزاعاتهم القبليّة، ومعها ضيّعوا مصالح الأمّة. خسرت مصر ولم تكسب قطر، بل خسر العرب جميعا، ولا غرابة فيما حدث بما أنّ ّ الأمّة قد سلّمت قيادتها لأنظمة يكيد بعضها لبعض وتتآمر مع الأغراب على شعوبها وعلى “أشقّائها”، كما تآمرت مع الأمريكان من قبل على العراق حتّى أوصلوه إلى الإنقسام، وتآمرت مع الصّهاينة على المقاومة. وبنفس الدّرجة من الغدر والخيانة يعتبرون اليوم قطع الطّريق على دولة شقيقة إنجازا يستحقّ الإحتفال تعويضا عن خيباتهم الحضاريّة وعن عجزهم، كما اعتبروا تخريب الثورات العربيّة ومحاربة الحرّية وتزعّم الثّورة المضادّة وقتل أطفال اليمن رصاصا وأوبئة أعظم إنجازاتهم. وربّما اعتبره “يوسف العتيبة” الطّريق إلى “علمانيّتة الجديدة” واعتبرها “آل سعود” جرأة في مقاومة تطرّف هم أبدعوه.
وليس من المتوقّع في المنظور القريب أن يتوقّف انحدار العرب ما لم تتحرّر الشّعوب من استبداد حكّام اغتصبوا السّلطة والثّروة وأوغلوا في قهر شعوبهم. أن يهتف مندوب مصر في المنظّمة الأمميّة وهو في حالة هستيريّة إرضاء للحاكم العسكري “تسقط قطر، تحيا فرنسا” وكأنّه اكتشف في نوبة جنونه أنّ قطر هي التي دعّمت حملة “نابوليون بونبارت” على مصر. أن يحدث ذلك، يعني أنّّ النّظام المصري فقد رشده ودشّن عصرا جديدا من الرّداءة أشدّ وأنكى ممّا سبق، وكشف عن وجه أشدّ قبحا ممّا تخيّلنا وانحدر إلى مستوى من قلّة المروءة قلّ مثيلها حتّى في زمن الجاهليّة القبليّة عندما حافظ العرب على حدّ أدنى من التّضامن أمّنه مبدأ: “انصر أخاك ظالما أو مظلوما”.

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock