تدوينات تونسية

دمهم في عنق أوروبا

عبد القادر الونيسي
الهجرة فعل محمود من خلاله تلاقحت الشعوب وتأسست الحضارات الكبرى في التاريخ.
وقد مدح الله الهجرة وجعل فيها الخلاص نحو الأفضل.
“وَمَن يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً”
الهجرة بين ضفتي المتوسط حقيقة تاريخية وجغرافية. وهي تقليد في العلاقة بين الضفتين.
الرفاهية وطيب العيش في كل زمن يختار إحدى الضفتين فتنادى الأخرى.
إلى عهد قريب كان عديد من الحرفيين في المدن التونسية من الإيطاليين والمالطيين. دون الحديث عن أغلب مستوطني السواحل التونسية الذين هم مهاجرو الضفة المقابلة.
هكذا كانت العلاقة التاريخية بين الضفتين ولم يعترض أصلا أهل الضفة الجنوبية على استقبال الآلاف من الضفة المقابلة بل اعتبرهم مواطنين تقاسموا معهم الثروة.
احتضنت بلادنا مئات الآلاف من اليهود والموريسكيين والصقليين الهاربين من بطش أوروبا وأصبحوا شركاء معنا في الوطن.
سلوك الغرب العدائي ورفضه لحقيقة تاريخية جرت عليها العلاقة بين الضفتين هو القادح الرئيس لمأساة تحدث يوميا فوق سطح المتوسط ثمنها أرواح بريئة تزهق وأحلام تبتعلها أمواج البحر العاتية.
أنانية الغرب هي المتهم الأول بعد ذلك نظم الإستبداد المتتالية التي أفرغت خزائن شعوبها و نقلتها لخزائن الغرب.
(حسب منظمة الشفافية الدولية بن علي وحده نهب ما يفوق ديون تونس).
لم يجتهد الغرب ولن يجتهد في إرجاع أموالنا النائمة في خزائنه.
نمط التنمية المفروض علينا من صندوق النقد الدولي زاد الطين بلة وأوصل البلاد إلى حالة الإفلاس التام.
دون الغفلة عن جشع رأس المال ونقص الحس الوطني لديه مع مطلبية مشطة من الطبقة الشغيلة مع الإرتباك الذي يحدث بعد الثورات. كل هذه العوامل تنبيء بأيام صعبة تنتظر البلاد.
في الختام التنقل في أرض الله الواسعة حق ثبته الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وليس لأحد الحق في تحريمه.
قطعا ضمن الشهداء الغرقى أحفاد أطردت أوروبا أجدادهم في أزمنة غابرة.

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock