ناجي جلّول لم يخيّب ظنّي السيّء فيه..!!!
عبد اللّطيف درباله
بعد عزل ناجي جلّول من وزارة التربية ليلة الأحد.. كتبت تساؤلات صغيرة.. ثمّ تراجعت عن نشرها.. قلت أنّني ربّما أكون مبالغا في توقّع ردّ فعل جلّول.. وهذا نصّها:
“بعد عزله من وزارة التعليم بطريقة فجئيّة ومهينة..
هل سيبقى ناجي جلول مناشدا لترشّح السبسي لفترة رئاسية ثانية؟!
هل سيبقى جلّول معتبرا لحافظ قايد السبسي كفأ ومستحقّا لإدارة الحزب الحاكم.. وذو موهبة سياسية.. بقطع النظر عن والده الباجي؟!
أم سيتراجع جلّول في آرائه تلك ويطوف بين وسائل الإعلام لمهاجمة السبسي وابنه والشاهد؟؟!!
أم ستقع ترضية ناجي جلّول لإسكاته..؟؟!!”
اتّضح بأنّ ناجي جلّول لم يخيّب ظنّي فيه أبدا.. ولم يخالف نظرتي له كسياسي انتهازي ومنافق وممارسا للتزييف المنهجي والبروبغندا الكاذبة..!!!
فإلى آخر حديث صحفي سجّله ناجي جلّول قبل يوم أو اثنين من عزله.. وبثّ يوم الأحد ليلا بالتزامن مع صدور وإعلان قرار إقالته.. كان.. وظهر.. جلّول وهو يطبّل كعادته للباجي قايد السبسي.. ويثني على مواهب ابنه حافظ في السياسة.. ويقول بأنّه يستحقّ منصبه كمدير للحزب الحاكم نداء تونس.. وأنّه موهوب ويقوم بإدارته كما ينبغي.. وأنّه لا دخل ولا فضل لوالده الباجي في بلوغه ذلك المنصب.. وظهر أيضا ناجي وهو يمدح رئيس الحكومة يوسف الشاهد.. ويقول بأنّه صديقه.. ويثمّن إدارته للحكومة..
اليوم.. اكتشف ناجي جلّول فجأة وعلى حين غرّة.. (فقط بعد إقالته من الحكومة) بأنّ يوسف الشاهد لا يحسن إدارة الحكومة.. ولا يحسن تقييم مجهود وزرائه.. وأنّه ارتكب أخطاء.. وأنّ الحزب الحاكم نداء تونس انتهى ولم يبق إلاّ على الورق.. وأنّه أصبح جسدا بلا روح.. ربّما لاعتقاد جلّول أنّه هو الروح..!!
وقريبا تسمعون جلّول وهو ينتقد الباجي بعد أن كان أوّل مناشد له لفترة رئاسيّة ثانية..!!!
إلاّ طبعا إذا أرضاه السبسي بمنصب جديد ومغر..!!!
ناجي جلّول.. بعد صدمة عزله من الوزارة التي ظنّها على ما يبدو إرثا لا يخصّ رجلا في تونس سواه.. تذكّر فجأة أيضا.. من هول الصدمة على ما يبدو.. بأنّ حليفه السابق في الحكومة.. حزب حركة النهضة.. التي تكرّرت جلساته الضاحكة مع قياداتها.. ولا تزال صور وفيديوهات حفاوته البالغة.. وتملّقه لزعيمها الغنّوشي موجودة.. تذكّر بأنها حركة تسعى لجعل تونس دولة عقائديّة.. وأنّها تحاول السيطرة على برامج التعليم.. وبأنّها تسعى لأفغنة البلاد..
ولم يشرح لنا جلّول طبعا.. ولم يخبرنا.. متى اكتشف هذا “الإكتشاف المهول”.. هل كان ذلك يومين فقط بعد الإقالة من الحكومة.. أم اكتشفه قبل الإقالة لكنّه لازم الصمت الانتهازي حفاظا على منصبه..؟؟؟!!!
ويبدو أنّ صدمة ناجي جلّول ستجعله يغرقنا بهذيانه في قادم الأيّام.. فلنتابع.. ونضحك..
وفي كلّ الحالات.. وكما قلت سابقا.. فقد ظهر جليّا بأنّ ناجي جلّول ليس الرجل المناسب لوزارة التربية والتعليم.. فلا نريد لجيلنا الجديد من التلاميذ وزيرا يكون قدوة لهم في الانتهازيّة والنفاق والكذب والتضليل..