من مبشرات الزمن الرديء
عبد القادر عبار
ما استبشر القوم بشيء -على ضحالة المبشرات في هذا الزمن الرديء- استبشارهم بإقالة من كانوا يرونه همّاً على التربية وغمّا على المربين.. ولسان حالهم يقول: اللهمّ لا شماتة ! ولكن على رأي أهل الطبابة الذين يرون أن الأورام لا بد لها من البتر حتى يسلم الجسد !
لأنهم يرون، وهم مصيبون في ذلك، أن هذا المجال الحساس، أعني التربية والتعليم، المتعدّي خيره وشره، استقامته واعوجاجه إلى النشء والطفولة، والمؤثر طيّبه وخبيثه على الشباب، المخزون الاستراتيجي من الموارد البشرية لمستقبل البلاد، لا بد له من قويّ أمين، عاقل حكيم وخبير، غير ملوّث بالنرجسيّة المطبوعة على مقولة “ما أريكم إلا ما أرى”.
ولكن إقالة الرجل لا تكفي، إذ لا بد أن يتبعها كنسٌ جادّ، عاجل غير آجل للآثار والرواسب “الجلّوليّة” التي علقت بالمدوّنات التربوية، فيما زعم انه إصلاح تربوي.. تلك الكلمة التي هي حق، أريد بها باطل.. والباطل لا بد أن يزهق، ليفسح المجال للحق أن يظهر ويزهر.