منع علاء الشابي أهمّ من وقف بثّ برنامجه
عبد اللّطيف درباله
منع علاء الشابي نفسه من الظهور على التلفزيون لثلاثة أشهر أهمّ من وقف بثّ برنامجه.. وأكثر منطقا من الناحية القانونيّة.
اطّلعت على حيثيّات قرار الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي والبصري “الهايكا” بإيقاف برنامج عندي ما نقولك على قناة “الحوار التونسي” لمدّة ثلاثة أشهر.. وشرح لأسباب القرار وسنده القانوني.. وهو قرار متميّز ومبرّر.. نتمنّى أن نرى قرارات أخرى عديدة مثله فيما يخصّ برامج تعيسة وتجاوزات خطيرة قانونيّة وأخلاقية على القنوات التونسية باستمرار..
ونتمنى أن لا تستفيق “الهايكا” حينا وتنام دهرا..!!
لكنّنا كنا نتمنّى أيضا وأساس أن لا يقتصر القرار على إيقاف البرنامج.. وإنّما أن يشمل إيقاف منشط البرنامج علاء الشابي عن الظهور وتقديم البرامج بالتلفزيون طيلة نفس المدة.. باعتبار أنّ نصّ القرار وفي شرح الأسباب يبيّن أن المنشط نفسه ارتكب أخطاء وتجاوزات خطيرة في التقديم وفي أقواله وتصريحاته بالبرنامج.. وبالتالي فهو مذنب.. ولا معنى لإيقاف البرنامج وظهور نفس المنشط في برامج أخرى يمكن أن تكون شبيهة أصلا بالبرنامج الصادر في شأنه القرار..
لتكون العقوبة حاسمة ورادعة وتحقّق الغرض منها بوقف التجاوزات والأخطاء المريعة.. يجب أن تشمل أساسا من يخطأ.. فالعقوبة شخصية أولا وأساسا.. ويجب أن تشمل مرتكب الخطأ والمخالفة بنفسه وليس فقط مؤسّسته أو انتاجاته. . وهذا مبدأ قانوني معروف..
ولن يتحقّق الردع إلاّ إذا ما أصبح المذيع أو المقدّم الذي يرتكب تجاوزات خطيرة يعاقب هو شخصيا.. حتى يتحمّل بالفعل مسؤوليّة أفعاله وأقواله.. ويقرأ حسابا لما يمكن أن يحاسب ويعاقب عليه لاحقا..