هل يطيق الباجي فراق السلطة قبل أوانه ؟؟؟!!!
هناك هذه الأيّام حديث متواتر ومتزايد عن إمكانية تقديم الباجي قايد السبسي لاستقالته وانسحابه من الرئاسة قريبا قبل فترة طويلة من نهاية مدّته الرئاسية..!!!
أعتقد أنّ شخصا يهوى السلطة ومتشبّث بها كما يظهر بوضوح في شخصيّة الباجي.. والذي ترشّح للانتخابات في عمر 87 سنة.. ولا يزال يسعى بكلّ قوته وجهده إلى اليوم لتركيز كلّ السلطات بيده بمفرده.. ووضع رئاسة الحكومة ومجلس النواب والحزب الحاكم وسائر مؤسسات الدولة.. كلّها تحت سلطته وهيمنته الفرديّة المطلقة.. فقط هو وبعض أفراد عائلته والمقرّبون منه.. مثل هذا الرجل يصعب أن نظنّ أو نصدّق أنّه يمكن أن ينسحب من السلطة قبل ثلاثة سنوات كاملة..!!!
ما يحصل هو غالبا إمّا لعب من بعض الأطراف.. أو (وهذا الأغلب في رأيي الشخصي) هو مجرّد مناورة جديدة من الباجي قايد السبسي بتسريب خبر استعداده للانسحاب من الرئاسة قريبا.. (غير الحقيقي).. بما يعني الإيهام بوجود انتخابات رئاسيّة جديدة مبكّرة خلال أشهر..
مثل هذا الخبر وهذا التسريب سيدفع أوّلا سائر الأحزاب والشخصيّات السياسيّة إلى الانشغال بحرب الخلافة والانتخابات القادمة.. والتركيز على منصب رئيس الجمهورية المتاح من جديد قبل موعده المفترض بسنوات..
وسيشغلهم ذلك ويستنزف قواهم واهتمامهم وجهودهم.. وسيتقرّب الكثير منهم للسبسي في محاولة لكسب تأييده وهو لا يزال فاعلا ومسيطرا على السلطة..
أمّا الهدف الثاني فهو كسر الطوق الذي بدأ يضيق حول الباجي بعد أن ضعف حزبه نداء تونس وتشتّت.. وظهر أنّه لم يكن الحزب الذي وعد الباجي بأنه سينقذ تونس ويصنع ربيعها كما أوهم الناس في حملته الانتخابية..
وبعد أن تبيّن أيضا أنّ السبسي هو نفسه فشل ماضيا.. وسيفشل مستقبلا.. في تحقيق أيّ انجازات حقيقية إيجابيّة للشعب التونسي ولناخبيه..
وهكذا فسيكتسب الباجي يعض الشعبية عبر التسريبات التي توحي بأنّه زاهد في السلطة.. وأنه يستعدّ للانسحاب من الرئاسة طوعا وتلقائيّا ومبكّرا. .
كما سيتوقّف الجميع عن مطالبة رئيس يستعدّ للانسحاب بالإنجازات وتحقيق الوعود وبالفعل.. وبالتالي سيتهرّب الباجي من المطالبات وسيخفّ عليه الضغط.. وسيتخلّص من الإحراج..
هكذا ستنشغل الأحزاب والشخصيات السياسية والإعلام وكلّ القوى بمعركة الرئاسة القادمة وبكرسي السلطة من جديد.. وسيبقى الحال على ما هو عليه للمواطنين.. وتزداد حياتهم صعوبة وانحدارا.. ويزداد الوضع العام في البلاد تأزّما واقترابا من الهاوية.. والكلّ منشغل في أحداث مفتعلة ومعارك جانبيّة واستحقاق وأولويّات وهميّة…