تدوينات تونسية

“العدوّ الديمقراطي” ! عبّورة نموذجا

الخال عمار جماعي

الديمقراطية هي احتمال “الخصم السياسي” في الحالات الأسوأ، وفي أفضل حال “الاستفادة منه”! في الحالة الأولى يكون الخصم رقيبا عليك ولو كان أقليّا وفي الحال الثانية يبزّك بـ “قوّة الاقتراح”… هذا هو الحال الطبيعي في الديمقراطيات العريقة كما يقال ! ويتمّ هذا الأمر تحت سقف دستوري متّفق عليه وعلى أسسه تمّ الفرز الانتخابي… اللّهمّ إلاّ أن يتمّ بعد ذلك تعديل فيه !
استبينا يا سادة ؟… استبينا…!

في الديمقراطيّة لا يوجد “عدوّ” إلاّ من كان عدوّا للديمقراطية نفسها أو من حمل في وجه الدولة السّلاح… أمّا بقية الأطراف فهم خصوم في الفكرة ومختلفون في وجهات النّظر لهذا ومن أجله كانت “الديمقراطيّة النيابيّة” الوسيلة الأفضل في إدارة الاختلافات دون إراقة دماء !
استبينا يا سيّداتي ؟… استبينا…!

حين تجد في هذا الوضع المفترض أنّه طبيعي “شيئا” لا ينتمي إليه حسّا ومعنى كما يقول أهل الدلالة (السيميولوجيا) بل يعلن -بما أتاحته الديمقراطيّة من حرية رأي وتعبير- عن رفضه التام للمنجز الديمقراطي ويدعو -بوقاحة الرقّاصات- إلى العودة إلى العهد الدكتاتوري ويسعى بالإفراط في استعمال الحقّ الأقلّي إلى التشويش على التجربة وعدم الخضوع للرأي الأغلبي…حين تجد “هذا الشّيء” فهذا مثله مثل من حمل السّلاح في وجه الدولة، لست مطالبا باحتماله كخصم سياسي بل الواجب “جرّه من شعره” إلى المحاكمة كعدوّ… فالقانون فوق الجميع !
لم أقلّ “جرّه من شعره نحو الخازوق”… لأنّي مازلت “ديموس كراتوس” بعد ! و”اللّوم بعد القضاء بدعة”!

“الخال”

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock