عبد القادر عبار
وأورثنا القوم الذين كانوا يُستضعفون.. “الرئاسة”…
ولِمّ لاَ ؟؟
1. كل شيء قد قيل ويقال، ويقترح ويطرح ويناقش بلا خجل وقد يقبل أو يرفض في الجدال الساخن الدائر هذه الأيام حول الانتخابات الرئاسية.. التي أصبحت مربط الفرس على صفحات التواصل الاجتماعي. فكل قوم بمرشحهم فرحون ومتفائلون ومستبشرون.. وكل مرشح بظهيره وأنصاره معتز ومطمئن ومستبشر بالفوز.
2. وكل ما قراناه ونقرأه، عيبه انه يقتصر على ذكر أسباب فوز هذا المرشح أو فشل ذاك على دور فعالية وتوفير الأسباب المادية والبشرية.. التي هي طبعا من سنن الله ومن شروط النصر أو الهزيمة، فمن يغفل أو يتقاعس.. أو يتكبر أو يلغي التسلح بشعار (وأعدّوا لهم).. يكون قد اخل بشرط من شروط التدافع وشروط تحقيق الفوز.. فالسماء لا تمطر نصرا ولا فوزا بالمجان.. ولكنها تيسره لمن استوفى شروط تحقيقه وبذل ما في وسعه فان استوفى وعجز.. يأتي المدد مكملا.
3. فيجب أن لا ننسى أن كل الأمور لها مسيّرها الأكبر ومدبرها الأعلى سبحانه (هذه عقيدة).. فغرف العمليات المسيرة للمعارك والنوازل هي بيد الله سبحانه.. يديرها كيف يشاء ويحسمها وقت ما يشاء.. وييسرها على من يشاء ويقربها ممن يشاء ولكن بشروط سننه الكونية سبحانه.. من بذل الوسع البشري، وتعاطي الأسباب المادية تخطيطا وتوفيرا، وحذق وحسن استعمال أسلحة المعركة (عسكرية كانت أو انتخابية أو تنموية).. المادية والإعلامية.
4. إذا علم ذلك.. فان أية الأعراف “وأورثنا القوم الذين كانوا يُستضعفون مشارق الأرض ومغاربها” والتي نزلت في حق قوم موسى.. ولكنها تسري على كل المستضعفين على مر العصور.. الذين يتعاملون بوعي وجد وفهم مع سنن الله.. هذه الآية قد تشحن المستضعفين الذين بذلوا الوسع وضحوا بكل ما كانوا يملكون على مدى 40 عاما في سبيل الحريات وسلامة الوطن ومقارعة الظالمين وتملؤهم تفاؤلا واستبشارا.. وإيمانا بأن الفوز بالرئاسة قد يكون في صالحهم.. وذلك بما علم الله من نضالهم وصدقهم.. وبما يتعاطونه من فقه التعامل مع الأسباب المادية وحسن الإعداد.. وما ذلك على الله بعزيز.
صَداق مُسيلمة لسَجَاح.. ووعود بعض المترشحين !
1. في الحملات الانتخابية تكثر الوعود من المترشحين وتتنوع في محاولة منهم لجذب الجمهور وكسب الأصوات. والوعود الانتخابية كمُهور النساء في اختلافها في التعبير. فإذا كانت مهور النساء تعبر عن روح البيئة والعصر وخصوصيات المجتمع.. من ذلك أن صداق المرأة في الجاهلية كان من الإبل (حمْر النعم).. واقترحت أمّ سليم أن يكون صداقها من أبي طلحة.. الإسلام، أن يترك الشرك ويسلم.. وصداق إحدى نساء الأنصار تعليمها آيات من كتاب الله.. ومن عجيب وغريب مهور النساء أن كان الصداق في فترة ما في جزيرة “جاوة” 25 فأرا يصطادها العريس.. وهو صداق فرضته السلطة من أجل القضاء على فئران الجزيرة التي كانت تأكل وتدمر المحصول الزراعي..
2. كذلك وعود المترشحين.. هي تنبع في الأساس من توجههم الإيديولوجي وترصد بوصلة رغبات المتعاطفين وبالونات الأطروحات الأكثر إثارة للرأي العام والممضوغة أكثر في الإعلام.. حتى وان تصادمت مع روح القيم المقدسة في المجتمع.
3. من ذلك ما وعد به أحدهم ممن يمنّي النفس بسكنى قصر قرطاج.. انه إن نجح فانه سيبطل إبرام عقد الزواج.. وهو في مجتمع مسلم كالمجتمع التونسي يعتبر عقد الزوجية من المقدس وما لا يتم الزواج إلا به.. ووعد زميل له أيضا بأنه في صورة فوزه فسوف لن يتردد في إمضاء قانون المساواة في الإرث بين المرأة والرجل.. وهي في الحقيقة وعود استفزازية تفرق ولا تجمع.
4. هذه الوعود تذكّرني بصداق “مسيلمة” الكذاب لـ”سجاح” المتنبئة الكاذبة عندما أقنعها بالزواج منه لتوحيد جهودهما وتجميع جيشيهما وجمهورهما في محاربة الإسلام فقد جاء في كتاب مسيلمة لوليّ أمر زوجته “سجاح” ما يلي: “إن مسيلمة بن حبيب… رسول الله !!.. قد وضع عنكم صلاتيْن مما أتاكم به محمد.. يعني صلاة الفجر وصلاة العشاء”.
5. فكان هذا صداقها ومهرها منه لإدراكه بان ذلك مما يبتهج به جمهور “سجاح” ويصفق له.. لان صلاة الصبح والعشاء هي من أثقل الصلوات على المنافقين.. فعرف مسيلمة رغبة الجمهور فبشرهم بذلك.. فمن قال لك ان مسيلمة قد مات.. فلا تصدق !!
اكتشاف المزيد من تدوينات
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.