الخميس 26 يونيو 2025
عمار جماعي
عمار جماعي

بلد الكلام

الخال عمار جماعي
في بلد يصارع الرمل فيصرعه ويزحف على جماعة تنكبّ على “الخربقة” وكلابها (هي أحجار وبعرٌ توضع في حفر صغيرة).. وتصطرع على “النّزلة حسيني” (مصطلح في لعبة الخربڨة يغلق فيه اللاّعب كلّ المنافذ)..
تنهض الجماعة كدأبها دائما متغاضبة تنفض برانيسها من الرمل.. وتعود غدا للمكان نفسه والمغاضبة نفسها.. فرّخت هاته الجماعة نسلا جديدا آثر حصير المقهى الذي جاء مع الاستقلال الوطني، انكبّ على “الشكبّة” يشكّب بها على الزعيم فيضع له صورته وراء دكّة المقهى فيسبّه في سرّه ويقطع في العَلَنِ اشتراكه في حزبه.. فرّخ ذاك النّسل أبناء، هم أحفاد جماعة “الخربڨة والكلاب”.. تثقل أعجازهم كراسي المقاهي النظيفة فينكبّون -كجدّهم وأبيهم- على قهوة إفرنجيّة في فنجان.. يستمنون بالحديث في كلّ شيء ويختلفون في كرة لم يلعبوها وكتب لم يقرأوها وأحزاب لم يسمعوا قولها.. ولمّا تلفحهم الشمس ينهضون لينفضوا هباء السجائر الدزيريّة الرخيصة.. وغدا… سينسولون جرادا من الخلق آخر.. لا أدري ماذا سينفض !؟!..
… ذاك هو بلد الكلام، الذي يبكي طويلا عندما يسمع الآية الكريمة: “وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ ۖ قُلْ هُوَ أَذًى” !! رحم الله الجاحظ..
“الخال”


اكتشاف المزيد من تدوينات

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

شاهد أيضاً

عمار جماعي

عبد الله المعياري.. و”الأمغاط”

الخال عمار جماعي كنت أقف بجانب عمّ عبد الله حين سمع الجملة: “كان ما درت …

عمار جماعي

“عبد الله المعياري.. وحديث الشبردق”

الخال عمار جماعي حين خرج عبد الله المعياري من قيلولة فاترة ونظر من الباب ليستجليَ …

اترك تعليق