محمد ضيف الله
محاولة للفهم..
بريطانيا عند احتلالها للعراق في 1917 خططت لتوطين 3 ملايين هندي في البلاد، وهو عدد يفوق بقليل عدد العراقيين آنذاك بمن فيهم غير العرب مثل الأكراد. معناها أن الإنجليز خططوا لتغيير التركيبة الديمغرافية للعراق، ولو نجحوا لكان العراق غير العراق. غير أن القطعة كانت أكبر من أفواههم، ومن تخطيطهم. وإذ فكروا في تبديل بلد كبير مثل العراق، كانت أرضه قد شهدت نشأة إمبراطوريات عظمى، فأسهل لهم أو عليهم تبديل سكان بلد، لم يسبق له أن عرف الدولة أصلا، مثل الإمارات التي هي فكرة شركة BP (بريتش بتروليوم).
الإمارات هي فكرة شركة BP (بريتش بتروليوم)
بالإمارات حاليا ما بين 3 و3.5 ملايين هندي، أي ما نسبته حوالي 30% من السكان، مقابل -شد عندك- 13% من الإماراتيين معناها أن الهنود عددهم أكثر من ضعف الإماراتيين. ولعل هذا ما يرهن حكام الإمارات، لأن العقل الصهيو-أمريكي لو أراد أن يبدل الإمارات إلى دولة هندية لفعل، بكل يسر، يكفي أن يطالبهم بانتخابات وبرلمان منتخب بمشاركة الجميع، وhop تتحول دولة إلى ولاية هندية، ولعل هذا هو ما يجعل حكام الإمارات يتصرفون بصهينة متطرفة، حتى يحوزوا على الرضا الصهيوني. الإمارات هذه ليست دولة، لم يكن لها تاريخ، ومن السهل أن تعود إلى وضعية ما قبل الدولة. أزمة وجود، يعني. الدولة القُطرية صنعها أو -على الأقل- ساهم في صنعها العقل الاستعماري، وخطط للتحكم في أمعائها.
اكتشاف المزيد من تدوينات
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.