الأربعاء 30 أبريل 2025
محمد ضيف الله
محمد ضيف الله

محاولة انقلاب جاءت باكرا جدا..

محمد ضيف الله

تم في نهاية الأسبوع الحديث عن محاولة انقلاب فاشلة في الأردن. نعم لقد جاءت باكرة جدا جدا. بعد 48، اغتيل الملك عبد الله بعد ثلاث سنوات في 1951، واستمر الحكم الملكي بعد ذلك، وعموما كما يقال بالتونسي العائلة سلّكتها، وها هي مازالت في الحكم، ولكن هذه المرة جاءت المحاولة مبكرة جدا، ولعل ذلك هو ما أفشلها، وقد سبق أن كتبت مرتين عن الزلزال الذي ستعرفه المنطقة بعد غزة، فليس من المعقول ولا المنطقي أن يتم تدمير غزة على مدى سنة وثلاثة أشهر كاملة بأيامها وأعيادها ولياليها، أمام أنظار جيرانها من العرب، وهم صامتون، “ووقفتم تسترقون السمع وراء الأبواب لصرخات بكارتها” عن القدس، وهذه غزة.

عبد الله ابن الحسين ملك الاردن
عبد الله ابن الحسين ملك الاردن

ليس من المنطقي أن تفوز الأنظمة بالحُسنَيَيْن معا، الرضا الصهيو-أمريكي، واستمرار البقاء في الكرسي. حتى وإن غرّهم صمت الشعوب، فللشعوب لغتها الخاصة، كرامتها، تعبيرها، حتى وإن بدت صامتة.
قلت إن ما حدث في غزة تكون نتائجه عربيا شبيهة جدا بما حدث بعد 48، نعرف آنذاك، رغم أن موقف العرب في 48 أفضل بما لا يقاس بموقفهم الآن، فقد أرسل حكام العرب جيوشهم إلى فلسطين، وفتحوا الباب للمتطوعين.

رغم ذلك فذلك لم يعفهم من الزلزال، إذ حدثت موجة من الانقلابات في سوريا بدأت في 49 السنة التي شهدت لوحدها ثلاثة انقلابات أوسطها في جويلية 1949، واغتيل عبد الله بن العميل الحسين في جويلية 1951، وحدث انقلاب في مصر في جويلية 1952، تلاه انقلاب فاشل في السودان في جويلية 1957، ثم انقلاب ناجح في العراق في جويلية 1958. بمعنى امتد زلزال 48 عشر سنوات تقريبا، وتجاوزها طبعا.

أن يعلن عن فشل انقلاب في الأردن، هذا بالتأكيد في علاقة بغزة، حتى وإن كان وراءه الأمريكان الذين -منطقيا- انتهى دور عبد الله الثاني عندهم، وهو لن يقدم لهم أفضل مما قدّم، أو مما يمكن أن يقدّم لهم من يليه، وفي نفس الوقت يعطوا انطباعا بأن الملك الذي صمت على غزة، قد انزاح، وما على الشعب إلا أن يرتاح، والحاكم القادم لا يتحمل صمت من سبقه. طبعا، هذا إن كان الأمريكان وراء ذلك. كما يمكن أن يكون رد فعل طبيعي من أي شاعر بالكرامة المهدورة.

هذه المرة الإعلان عن فشل انقلاب في الأردن، أقول سينجح غيره، أو لن تستقر الأوضاع، هذا طبيعي، أو هذا هو الطبيعي بمنطق التاريخ. ولن تستقر الأوضاع للعسكر الحاكم في مصر، ولا في السعودية ولا غيرها، ممن كانوا بأيديهم أن يرحموا غزة ولو بشربة ماء فلم يفعلوا.


اكتشاف المزيد من تدوينات

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

شاهد أيضاً

محمد ضيف الله

توطين الهنود في العراق والإمارات

محمد ضيف الله محاولة للفهم.. بريطانيا عند احتلالها للعراق في 1917 خططت لتوطين 3 ملايين …

أتركوهم يستريحون

أحمد الغيلوفي رسالة الي أصدقائي هم لا يستطيعون أبدا أن يشكلوا نمط خطاب وطريقة تفكير إلا …

اترك تعليق