عمار جماعي
أعلم يقينا أنّ حديثي هذا هو حديث الطرشان فلن يصلك يا سيادة الرئيس منه شيء ولكني سأقوله من باب “ذكّر فإنّ الذكرى تنفع”.. وردت على لسان الرئيس عبارة وهو يقف على “خضّار” بالغ في امتداح عهده في زيارته بالأمس كما كان سيفعل كلّ مواطن يجد نفسه أمامه، قوله: “تذكرني بذاك البائع الذي كتب على محلّه: اللي ماعندوش يهزّ بلاش”!.. ولم يطف بخاطره سؤال خطير: “أين ذهب ذلك البائع ولماذا اختفت عبارته تلك ؟!”.. وعندي الجواب.

كنّا جميعا في الزمن المواطني – قبل ان نتحول إلى رعايا نمتدح عهده – نتلقى من الناس مساعدات من كل صنف ( كراسي للمعاقين، مال لفكّ دين، تسهيل معاملات ..) لقد كنّا نحوز ثقة أهل البلد في الداخل والخارج فيهبون لوطنهم بلا منّة أو انتظار جزاء ..كان ساعتها بائعنا الجميل يهب لأخيه المواطن الغلبان ما يحتاجه لثقته أنّها مرحلة عسرة وستمرّ وأنّ الأوطان لا تبنى إلاّ بالمحبّة والإيثار..
كنّا جميعا في الزمن المواطني نبحث عن إخماد حرائق الفتنة ونميت الباطل بالسكوت عليه ونمدّ حبائل المحبّة لتونس بخدمة كلّ ذي حاجة ولم يخيب ظننا كثيرون.. كتب ساعتها ذلك البائع العظيم تلك العبارة وعمل بها أغلب الناس ..بل عندما وقع انتخابه ظهرت حالة عجيبة اسمها “حالة وعي” انبرى فيها الناس لتنظيف شوارعهم وتزيين طرقهم اعتقادا منهم أنّنا قطعنا مع الاستبداد (حوّلها أولاد الكلب إلى موضوع سخرية بعد ذلك !)..
ذلك البائع هو نفسه -يا سيادة الرئيس- كذب عليك بالأمس لأنّه أصبح يخاف منك.
“الخال”
اكتشاف المزيد من تدوينات
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.