طارق الكحلاوي
ذلك المشهد الرائع
الكفيل الأمريكي يفرض على احد رعاياه الجلوس والاستماع كيف يقرر على الهواء قضم ارض في الأردن ليهجر إليها الفلسطينيين.. وعلى الهواء يقول انه سيأخذ قرارا جميلا في خصوص الضفة الغربية.. في غضون شهر مثلما اعلن سابقا من المتوقع إعلان ضمها للكيان طبعا ومن ثمة تهجير الفلسطيني هناك الى الضفة الشرقية مملكة الأردن حاليا على الأقل وحتى وقت قصير محدود مستقبلا على الأرجح.. يهدد عرشه على الملأ يضحي به في سياق “صفقة”.. و”العاهل” يتحذلق يريد شراء الوقت براس الفي طفل من غزة ويرمي الكرة بكل جبن العالم الى مصر.. يعتقد انه لايزال في موقع المساومة أو لديه من الوسائل لعقد صفقة تحت الحائط…

مشهد رائع لأننا نرى حاكما عربيا عاريا رغم محاولته التخفي بخرقة.. راعيه يصر أن يعريه تماما.. نهاية النظام العربي الرمادي القابل بأنصاف الحلول.. والذي يقبل أي صفقة تنهي فلسطين لأنه يعتقد انه ينقذ عرشه.. الآن عليه أن يختار بين الخضوع التام وخسارة عرشه أو الدفاع عن عرشه وعن ما تبقى من عرشه وما تبقى من فلسطين… أداروا ظهرهم للفلسطيني فنقرهم مكر التاريخ…
المصري فهم انه في الزاوية وعليه أن يختار.. اجل الزيارة بلا اجل مسمى أو ألغاها.. وليفهم البقية انهم التالون إن حاولوا لعب دور “عاهل” الأردن والاختفاء وراء مصر..
وحدهم من رفضوا الموقف الرمادي.. من استجمعوا القوة ومن فهموا أن البقاء يستوجب فقط وحصرا لغة القوة.. والا الفناء.. وحدهم يستحقون الوقوف لهم وتحية الشرف.. كتائب المقاومة.. هم جنرالات هذه البلاد من محيطها الى خليجها.. ملثمون لكن لا يرمشون عينا.. البقية عروش منفوخة بالسيليكون…
وهذا ليس انشاءا بل توصيف موضوعي واقعي تماما.. الواقعية هي الإقرار بان الحل الوحيد لكي تكون هو أن تكون قويا.. نعلم ذلك منذ عهد سن تزو وفن حربه..
هذا الغبي المجنون الجاهل بالتاريخ وتراكمه يريد دون أن يدري استنساخ لحظة 1948.. وتلك اللحظة بالمناسبة هزيمة وتهجيرا وفساد أسلحة قلبت عروش المنطقة.. هذه المرة ستكون اكثر عنفا.. لان المخيلة مثقلة بعبء كبير ومريع من الجراح والمجازر والإهانة.. ومعظمها كان televised.. أخرها مشهد اليوم.. مشهد رائع..
اكتشاف المزيد من تدوينات
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.