محمد بن جماعة
بعض “المثقفين” و النشطاء التوانسة، أخذتهم الحميّة (حميّة الوطنيّة والحفاظ على الخصوصية التونسية، والديانة التونسية السمحة).. وغاظهم كيفاش ثمة “أسبوع ثقافي إيراني-تونسي” رغم أنه نشاط شبه سنوي من تنظيم الوزارة مع مختلف السفارات.. مثله مثل الأسبوع الثقافي الألماني، والأردني، والجزائري، والفرنسي، والكردي (إي نعم)، والسوداني، والصيني، والعماني، والكويتي، والسوري.. قائمة طويلة منشورة في موقع وزارة الثقافة..

ورغم أن الأسبوع الثقافي الإيراني هذا موش أول مرة يصير.. وإنما ربما تم تنظيمه 20 والا 30 مرة في السابق.. حتى في عهد بن علي..
ما غاظهمش الوضع الاقتصادي.. ولا الوضع الحقوقي.. ولا الوضع الديموقراطي.. ولا الوضع السياسي.. ولا الوضع الثقافي.. ولا الوضع الاجتماعي.. ولا الوضع النفسي.. ولا الوضع النقابي.. ولا الوضع القضائي.. ولا الوضع التعليمي والتربوي..
غاظهم فقط كيفاش تجي أستاذة جامعية، رئيسة جامعة إيرانية، ومستشارة سابقة للرئيس الإيراني لشؤون المرأة.. لتلقي محاضرة أكاديمية حول “دراسة مقارنة بين وضع المرأة في تونس وفي إيران”)، بحجة أنها تحمل أفكار تقليدية ماضوية عن المرأة .. كأن نساء تونس متطورين وعصريين.. وما يقبلوش شكون يدرّس عليهم.. أما يقبلو شكون يجيهم من فرانسا وألمانيا، ويحكيلهم ع الجندر والمثلية..
وانا كتونسي/كندي، نحب نفهم: “دين أبوهم” إيه؟ ياخي مجرد ندوة ثقافية تافهة، نقيمو عليها الدنيا ونقعدوها؟ ويكون ثمة حارتين وكعبة من الاشخاص ال سامعين بيها في بر تونس، تولي نشاط مشهور في تونس وفي العالم، ووكالات الأنباء؟
شنو الفرق بين الندوة هاذي وبين مئات الندوات التافهة والفارغة الي تتنظم في تونس شهريا؟ والا عاملين من التفاهة العلمية والأكاديمية راس مال وfonds de commerce ما تحبوش شكون ينافسكم فيه؟
شنو الفرق بين موضوع ها الأستاذة الإيرانية، وبين بلاتوهات التفاهة اليومية الي تحكي ع الطبخ، وع السحر والشعوذة، وقراءة الكف، وبلاتوهات الضحك على عقول الناس في مختلف القنوات التونسية، الي تحكي ع المرأة التونسية، وإنسان التونسي؟
بالك عاجبكم حال الجامعات التونسية، ومخرجاتها، ومستوى المقالات والبحوث العلمية متاعها؟ بالك… وبالك.. وبالك.. غاظكم نشاط ثقافي ما عندو حتى تأثير؟ وها الكل خايفين من “المختلِف الثقافي”، يا رهدانة؟
اكتشاف المزيد من تدوينات
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.