نور الدين الغيلوفي
((إن يحسدوني على موتي، فوا أسفي… حتى على الموت لا أخلو من الحسد))
1. أنا لستُ ضدّ الماركسيّة في المطلق. هي أطروحة فكريّة أنتجها سياق غربيّ في لحظة من التاريخ معيّنة. بها إفادات لدارس الأفكار، ولكنّني لا أراها تخرج عن منتجات الرجل الأبيض الأوروبّي في لحظة زمنيّة بعينها، مثلها مثل بقية الأفكار التي شهدها المجتمع العلميّ الأوروبّي في القرن 19، تتويجًا للقرون التي قبله. العالم شهد بعد ذلك تغيّرات جذريّة في العلوم والأفكار. شهد العقل البشري هزّات كبرى، وبقي عقل اليسار في تونس متجمّدا لا يقبل تغييرا، حتى لقد تحوّل المثقَّفون الشيوعيّون في تونس إلى حالة نفسيّة أهمّ ما تتّصف به التحجّر، وهم يتوهّمون أنّهم حالة فكريّة. الفكر يسيل واليسار التونسيّ متحجّر. “وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ”.

عالم الأفكار والأعمال يسيل بينما لا يزال الشيوعيون في تونس يقولون بالماديّة الجدليّة وبالاشتراكيّة العلميّة، يستمسكون بنسختين لهما لا يتجاوزون في تأويلاتهم لهما ما جاء به ستالين في روسيا وماو تسي تونغ في الصين، ولا يزالون يحلمون بالمجتمع الشيوعي اللا طبقي الذي ستأتيهم به الحتميّة التاريخيّة. لذلك فهم يكتفون بانتظار “صاحب الزمان” المخلّص. وكلّ الذي عليهم فعلُه أن يردّدوا في سرّهم “عجّلت المادّةُ فرجَه”. وقد تركوا طريقهم الذي كانوا يمشون فيه طريق الثورة الوطنيّة الديمقراطيّة.
2. أقرأ لبعض الوجوه اليساريّة الموغلة في يساريّتها كلاما محيّرا أتساءل كلّما قرأته، ما الذي استفاده هؤلاء من درس الجدل في اتجاهَيْ نزولِه وصعودِه؟ هل قرأوا؟ وهل فهموا ما قرأوا؟ هل هم، في ما يكتبون، منهجيّون؟ هل هم منفتحون كما يدّعون؟ أم هم دوغمائيّون منغلقون؟ هل اشتراكيّتُهم العلميّةُ حقيقة مطلقة أم هي مقاربة نسبيّة لفهم الواقع والعمل على تغييره؟ هل عمل هؤلاء على تغيير شيء من فكر أو من واقع؟ ما هي الإضافة التي أضافوها؟
دعك من قصّة برسبيكتيف وتجربة سجن شباب يساريّ جامعيّ متحمّس في زمن بورقيبة وجد في سفارة الصين حاضنة دافئة، ماذا فعل هؤلاء بعد ذلك؟ هل طوّروا أفكارا؟ هل ترجموا أفكارهم إلى أعمال تشهد لهم بإضافة ما في ناحية ما؟ هل نفعوا البلاد بشيء؟ هل زاد إنتاجهم عن “ريح السدّ” و”عصفور سطح”؟
هل ينتسب هؤلاء الرفاق إلى الماركسية حقّا؟
تقرأ لأحدهم فلا تجد أكثر من خلطة عجيبة لا اتّساق في مبانيها ولا انسجام بين معانيها، تجعل منه خلطَتُه تلك أشبهَ بذاك الطبّاخ الذي لا يفقه من الطهي شيئا، فهو يضع في القِدْر كلَّ ما بين يديه من موادّ دون أن ينظر في ما يصلح لوجبته ممّا لا يصلح. “عجّة بالمايونيز”.
3. لقد استقال العقل لدى هؤلاء عندما تركوا منطقهم الأمميّ ليدافعوا عن الدولة الوطنيّة كما لا تدافع هي عن نفسها، لمجرّد النكاية في الإسلام السياسيّ والإخوان المسلمين تحديدا وفي حركة النهضة أكثر تحديدا. لأنّ الإسلاميين، كما قرّر لهم هؤلاء، يبحثون عن استعادة الخلافة الإسلامية الجامعة من زمنها الامبراطوريّ. وقد قرّر اليسار التفريط في أمميّتهم ليتبنّوا وطنيّة أنكروها على الإسلاميين. المهم أن يكونوا حيث لا يكون الإسلاميون الذين ينكرون عليهم وطنيّة هي حكرٌ عليهم. والمشكل أنّهم لا يقيسون أنفسهم إلّا عليهم ولا يستطيعون تعبيرا إلّا بهم.
غادرت الطوائف الشيوعيّة التونسيّة المتناحرة كلّ معاركها وجمّعت أسلحتها الصدئة لتصويبها إلى نحور الإسلاميين.. ولو أنّ أحدهم تحدّث عن ظاهرة طبيعيّة في غير كوكب الأرض لوجد منها طريقا إلى إدانة الإسلام السياسيّ والإخوان وإلى تحميل حركة النهضة مسؤولية ما يحدث من اضطراب في المناخ العالميّ.
كان على حركة النهضة أن تقدّم بين أيدي اليسار التونسيّ العقلانيّ النورانيّ الديمقراطيّ المدنيّ مراجعة كافية شافية ترضيه عنها حتّى يجيز لها إمكان الوجود معه على سطح الأرض.
4. تركوا أمميّتهم وصاروا وطنيين، وتركوا اشتراكيّتهم العلميّة وأصبحوا ليبراليين يقولون بالنسبيّة، ولبسوا أقنعة حقوق الإنسان وتبنّوا الديمقراطيّة الليبراليّة تبنّيًا صوريًّا، لأنّ الديمقراطية التي تقوم على التعدّد والتنافس، لا تناسبهم. هي معركةٌ وهُمْ لا قِبَل لهم بالمعارك، وتخلّوا عن الصراع الطبقيّ وعن مختلِف التناقضات. تركوا عموم الماركسية لم يُبقوا منها على غير مقولة “الدين أفيون الشعوب” سلاحِهم الخطابيِّ الوحيدِ لمحاربة ما يسمّونه التيّار الدينيّ الظلاميّ، كأنّهم بحربهم عليه سينشرون، آليًّا، التنوير في الكرة الأرضيّة.
ما فهمناه عن الماركسية أنّها ضدّ الرأسمالية وضدّ الظلم والاستغلال. ولكنّ يسارنا التونسيَّ قد شهد تحوّلا “جنسيّا”، فلم يعد له من عدوّ غير الإسلام السياسي، في فهم كهنوتيّ للإسلام استجلبوه من المدوّنات التي نشأت في الفضاء المسيحيّ اليهوديّ. هم ضد الاجتهاد لأنّ كلّ اجتهاد في الماركسيّة، لديهم، تحريف. وقد شهد التاريخ نهايته في فهمهم مع جوزيف ستالين ومات بموت ماو تسي تونغ. أمّا الذين جاؤوا من بعدهما فتحريفيّون. المتن المعتمَدُ موزَّعٌ بين قبري ستالين الروسيّ وماو الصينيّ، ومن بعدِهما جاء التحريفُ وتحريفُ التحريفِ.. هي ثورة مضادّة وثورة مضادّة داخل الثورة المضادّة.. كما كتب حمّة الهمّامي في تعليقه على البيروسترويكا، إلى ما لا نهاية.
5. لقد فشلوا في كل تنظيراتهم/ تهويماتهم القديمة ولم يعودوا معنيّين بمحاربة رأسماليّة تابعة ولا بمصارعة كمبرادور استغلاليّ ونسوا ما كان من خلافاتهم القديمة وعراكاتهم “الكلاميّة” حول طبيعة المجتمع. تركوا كلّ تناقضاتهم وركنوا إلى الدولة وقبلوا بأن يكونوا من بين المسامير التي تشدّ أخشابها خوفا عليها من الرجعيّة الدينية التي تفوّقت عليهم في تكوين رصيد شعبي يختارها عند كلّ انتخاب.. والشعب، في مسكوت خطابهم، لا ينتخبها إلّا لأنّه من جنسها متخلّف تخلُّفَها.
كانت آخر حلقة من حلقات نضالهم في سبعينات القرن الماضي عندما سجنهم بورقيبة. ثم اكتشفوا، بعد ذلك، أنّ بورقيبة هو “أبوهم البيولوجيّ”، كما عبّر بعضُ رموزهم. وما كان لهم من معارضة له لم يكن أكثر من تمرّد الأبناء على أبيهم. ولم يكونوا هم في وارد الذي يقتل أباه.
بن علي لم يكن لهم معه تناقض إلّا على مستوى ثانويّ. انتسبوا إليه سرّا وجهرا لأنّه حقّق لهم غاية الغايات. لقد قضى لهم على التيّار الدينيّ الظلاميّ الرجعيّ العميل.. وترك لهم حقّ الثرثرة.. ومعارضة الواجهة.
6. عمر اليسار في تونس قرن من الزمان، ولكنّه بقي يسارا عقيما لم ينجح في إقناع، الشعب الذي علّمته الدولة الوطنية، بأطروحاته فظلّ بدون قاعدة شعبيّة يمكن أن تكون له حاضنة ويجعل منها رصيدا انتخابيّا لو أنّ البلاد تحوّلت إلى الديمقراطية الليبرالية التي صار مؤمنا بها.
أمران لا يريد اليساريّون البحثَ فيهما: فساد أطروحاتهم وعجزهم عن الإقناع بها لفساد يبواغوجياتهم..
ولعلّ سيّد الأخطاء لديهم أنّهم جعلوا من الماركسيّة دينا لهم وأنزلوا زعماء الشيوعيّة التاريخيّين منازل الأنبياء والقدّيسين. وذلك، رّبما، هو ما يفسّر تخلّيهم عن تناقضهم مع الليبراليّة والرأسماليّة وتنازلهم عن صراعهم ضدّ المستغِلّين ليمحّضوا صراعهم ضدّ الإسلاميين. هم من جهة يرون في الإسلاميّين خارجين عن اللحظة التاريخيّة الفشلُ حليفُهم ولا مستقبل لهم، ومن جهة ثانية يناصبونهم عداءً مستحكما ويكيلون لهم شتّى التّهم في استعداء لا يفتر. فكيف يهدر عاقل جهده في محاربة “جماعةٍ” التاريخُ ذاتُه كفاه محاربتَها وحتميّته تسير في اتّجاه إخراجها من متنه؟
لعلّ بعض أزمتهم أنّهم حينما أرادوا أن يصنعوا قدّيسين محليّين فشلوا وتحوّلوا إلى نِحل منغلقة مغلقة لكلّ نِحلة منها قدّيسها الصغير. ومن كان منهم خارج النِّحل، يزعم استقلاليته عنها، بقي مثل ذئب منفرد لا يخرج في حركته عن مدارها. على أنّ تفرّقهم لم يثنهم عن هدفهم الجامع، الإسلام السياسيّ الذي جعلوا مقصدهم الأعظم حربهم الدائمة عليه. وصارت تلك هي وظيفتهم الوجوديّة.
7. قد أُتبع هذا المقال بمقال آخر أقرأ فيه نصّا لصديق شيوعيّ صميم كتب عن أوردوغان لينتهيَ من مقاله إلى أحكام أظنّه دخل بها ولم يستخلصها من بحث علميّ رصين.
.
قال الصديق في مقاله عن أوردوغان
• إنّ الإسلام السياسيَّ فشل في التحوّل إلى جزء أصيل من القوى الوطنيّة.
• إنّه عميل براغماتي.
• يعمل بمقولة “الغاية تبرّر الوسيلة”.
• متورّط في خدمة أجندات خارجيّة.
• حركة الإخوان المسلمين والدة لكل الجماعات الاسلامويّة العربية.
• فشل فشلا ذريعا في التحوّل إلى قوّة لها أجندتها الخاصة.
• يسعى إلى أسلمة المجتمع.
• يرغب في تطبيق الشريعة.
• يتميّز بازدواجيّة الخطاب والسلوك.
• طابع الجماعة غالب على طابع الحزب.
• كان تابعا لإيران.
• صار قريبا من التيار الوهّابي.
• مُوالٍ لتركيا ومتذيّل لأمثال أردوغان.
• أمّا أردوغان فهو يتحرك ضمن إطار لا يخرج عن التبعيّة لأمريكا وحلفها الأطلسي والتطبيع مع الكيان الصهيوني.
8. ولأنّ الأستاذ الجليل يدرك جيّدا أنّ منزعه في ما يكتب إيديولوجيّ محض لا علميّة فيها فقد نوّه إلى أنّ
“منطلقات أمثاله في الحكم عليهم (الإسلاميّين) ليست العداء الإيديولوجي لكلّ ذي مرجعيّة دينية وإنّما هو إدراك حقيقة ممارساتهم العمليّة على أرض الواقع”.
وكانت هذه الجملة كافية لإيقاع الإقناع.
كتب الأستاذ ذلك في إطار سؤال قال فيه:
“وإني لأسأل بعض المثقفين والناشطين السياسيّين التونسيين الذين يقولون “لستنهضويالكن…” أما زلتم تعتقدون بأنّ أنصار الإسلام السياسيّ في تونس بمن فيهم جماعة النهضة التي يعتبرونها الأقل تشدّدا والأكثر اعتدالا قد تغيّروا فعلا وقاموا بمراجعات عميقة؟ هل تخلّوا فعلا عن إسلامهم الكوني العابر للبلدان وغير المعترف بالقوميّة والوطنيّة وتحوّلوا إلى حركة سياسيّة مدنيّة تقبل بالنشاط في الإطار الوطني وتؤمن عن قناعة بقيم الجمهوريّة والديمقراطيّة دون أن تحصل لهم انتكاسة عند أول اختبار؟
9. وأنا بدوري أقول:
وإني لأسأل بعض المثقفين والناشطين السياسيين التونسيين الذين يقولون “لستشيوعيّالكن…” أما زلتم تعتقدون بأن أنصار الشيوعيّة الستالينيّة السوفياتية والماويّة الصينيّة قد تغيّروا فعلا وقاموا بمراجعات عميقة؟ هل تخلّوا فعلا عن #شيوعيتهم_الأمميّة العابرة للبلدان وغير المعترفة بالقوميّة والوطنيّة وتحوّلوا إلى حركة سياسيّة مدنيّة تقبل بالنشاط في الإطار الوطنيّ وتؤمن عن قناعة بقيم الجمهوريّة والديمقراطيّة دون أن تحصل لهم انتكاسة عند أول اختبار؟
أعلم أن السؤال سطحيّ وضعيف لأنّه في صيغة إنكار، يتضمّن مصادرة على المطلوب. ولكنّني أعكس طرحه ليعلم الأستاذ الذي طرحه تهافتَه وسطحيّته حين يطرحه غيرُهُ.
إنّه لا يسع المرءَ أن يرى ما في وجهه من عيوب إلّا بأن يقف أمام مرآة تقول له عيوبَه بلا حجل.
10. لم أذكر اسم الأستاذ حتّى لا أحرجه، فأنا أحترمه أيّما احترام. ولكنّ من حقّي أن أحاججه لعلّ الشجاعة تواتيه يوما ليرى أنّه يرفض التطوّر ويخاف من طرح الأسئلة التي وجب عليه، وهو المثقّف، طرحُها. وانصرف إلى طرح الأسئلة الخطأ.
سيعلم الأستاذ وغيره من عقلاء اليسار أنّ مشكلتهم مع الإسلاميّين ليست فقط نفسيّة. مشكلتهم غريزية “دون عقلية”. مشكلة هؤلاء اليسار مع الإسلاميين تفسيرُها في كونهم يرون فيهم منافسين لهم جرحوا غرورهم وكسروا استعلاءهم وفنّدوا بأفكارهم وادائهم أطروحاتِهم. لاعبوهم في مناطقهم وفازوا عليهم بجميع معاني الفوز:
فازوا عليهم في الأفكار وفي كيفيّة طرحها وفي البيداغوجيا المعتمدة للإقناع بها. وقد صرّح أحدُ أعلامهم في ندوة نشرت أعمالها مجلّة أطروحات، في آخر ثمانينات القرن الماضي، بأنّ راشد الغنّوشي قرأ غرامشي وعمل بأفكاره بينما لم يفهموا هم غرامشي.
وفازوا عليهم في إظهار دين آخر غير الدين الذي ما رأوا فيه غير أفيون للشعوب، هو دين المستضعَفين والمقهورين والمحرومين الذين وعد الله بنصرهم رغم ضعفهم المادّيّ.
وفازوا عليهم في الاستحقاقات الانتخابية المتوالية في عشرية الانتقال الديمقراطيّ، كما فازوا عليهم، من قبل، في الجامعة.
ونجحوا، بفوزهم عليهم، في تسفيه أطروحاتهم وبيان تهافتها بل تفاهتها بعد أن توهّموا لزمن طويل أنّهم أرباب الفهم وسادة العقلانية وأئمّة التقدّم ورسل التنوير.
الإسلاميون طبّعوا علاقاتهم مع الثورات ضدّ أنظمة الاستبداد في حين بقي اليسار على الربوة لأنّهم، ببساطة، جزء من المنظومات التي قامت الثورات ضدّها.
الإسلاميون حرّكوا القضيّة الفلسطينية وأعادوها إلى الصدارة فصارت على رأس قائمة الأخبار في الدنيا بعد أن شارك اليساريون في ردمها لتكون قصّة قديمة طواها نسيان القيم الكونيّة التي ينسب اليسار التونسيّ نفسه إليها في خيانة موصوفة لماركسيته.
مشكلة اليسار التونسيّ ليست مع الإسلام ولا هي مع الإسلاميين. مشكلتهم مع الماركسيّة التي خانوها. ومع ماركس الذي رأوا فيه نبيّا يتبارون في تلاوة إنجيله ويتنازعون نسبتهم إليه، من خارج مدار فهمه.
لقد قال لهم العجمي الوريمي دائما في زمان الجامعة : “أنتم مادّيون ولكنّكم لستم جدليّين”.
العجمي، الآن في المعتَقَل وحركة النهضة تحاصَر. ولا يجد الشيوعيّون غيرها موضوعا لملاحقاتهم الخطابيّة ولعبقرياتهم التحليليّة التنكيليّة في سياق يفور بموضوعات القول ودواعي الكتابة مناهج التحليل ومقاربات التأويل.
ما معنى أن تكتب لإثبات فشل حركة قياداتُها وراء جدران السجون، إلّا أن تكون جزءا من المنظومة التي سجنتها ولا تزال على خوفك منها؟
هل هذا من أخلاق المناضلين والمثقّفين؟
أليس أحرى بالفارس أن يوقف خصمه ليطاعنه وجها لوجه لا أن يستغلّ غوص الأنصال في ظهره ليزيد من تثبيتها.. طعنا من الخلف؟
يقولون بموت النهضة ويحاربونها، فهل رأيتهم عاقلا يحارب ميْتًا؟
اكتشاف المزيد من تدوينات
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.