عبد الرزاق الحاج مسعود
في عمر الخامسة والسبعين، بعد مسيرة نضال والتزام استثنائية، تُسجن، وتُضطرّ إلى الدخول في إضراب جوع قد يقتلها..!!!

طبعا في مرحلة محو كل آثار “جريمة الثورة”، وبعد خطة تشويه ممنهجة ومنحطة ساهم فيها البعيد المجرم والقريب المغفّل، لم يكن من الممكن أن لا يتم سجن سهام بن سدرين بالذات.
سهام، ذات الطبع الحاد والصارم الذي لولاه لم تكن لتصمد لحظة أمام نظاميْ بورقيبة وبن علي، لوحدها تمثل تاريخ “تحدّي الدكتاتورية”. سهام هي التي دشّنت سنة 1980 مع أقلام معدودة الكتابة ضد السلطة في تونس، في صحيفة “Le phare” المستقلة، ثم في مجلات المغرب وحقائق.. والموقف(كمسؤولة).
وهي التي انضمّت إلى رابطة حقوق الإنسان منذ 1979. الرابطة التي كانت حينها أكبر من حزب سياسي معارض بكثير.
خلال حكم بن علي كانت بن سدرين فدائية تواجه عنف البوليس بجسدها وبعناد بطوليّ جعل منها أيقونة نضال حقوقي سياسي ميداني.
تكوينها الصحفي والحقوقي ومسيرتها النضالية وتماهيها مع المثُل السياسية، كل ذلك جعل منها الشخص الوحيد المناسِب لقيادة تجربة عدالة انتقالية مستهدفة منذ اليوم الأول. مهمة ستجعلها في مرمى ثأر الثورة المضادة. وهو ما يحدث الآن.
الثابت عندي:
أن التشويه الذي لحق بصورة سهام بن سدرين، والذي ساهم فيه قذرون كثر، لا يمكن تبديده مهما فعل العارفون بقيمتها الأخلاقية/السياسية النادرة.
وأن طباع سهام الخاصة جدا وحتى أخطاءها الفعلية لا تبرر بتاتا ما تتعرض له من مظلمة تمثل عارا في تاريخنا جميعا.
والثابت الأكبر، أن سهام كانت ثورية ومبدئية وحالمة في سياق تونسي رثّ وسخيف…
تبا.
اكتشاف المزيد من تدوينات
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.