نصف شعب..
محمد ضيف الله
البلدان العربية حكمتها أنظمة طبقا لمقولة فرق تسد، نعم وهذا معنى أن الموالين يُنعتون بالوطنيين والمعارضين بالخونة والعملاء، أنظمة حكمت بنصف شعب، وأخرجت النصف الآخر من الوطنية. وسخّرت النصف الأول للوشاية والتجسس على النصف الثاني، بلدان تتآكل داخليا، فبحيث اشتغلت بنصف إمكانياتها البشرية ونصف طاقاتها في الذكاء والعمل والجهد، من أجل استبعاد وإحباط النصف الآخر من إمكانياتها البشرية. فبقيت تدور في دائرة فراغ، في حين تتقدم الشعوب والدول الأخرى.
لقد كانت كوريا الجنوبية في الستينات بنفس المستوى الذي كانت عليه مصر، فإذا بها حيث هي الآن القوة الاقتصادية 15 عالميا، بينما تحتل مصر المرتبة 114 عالميا، يسيرها نظام تابع، مرتهن في مواقفه وسياساته للقوى العظمى وحتى للكيان الغاصب.
والعجيب أن مصر استمرت مثلما كانت عليه دائما تسير بنصف شعب، أو كما عبّر عن ذلك علي الحجار في أغنيته “أحنا شعب، وأنتو شعب”. الشعب الأول يتكون من الذين يصفقون للحاكم ويستفيدون منه، والشعب الثاني محكوم عليه أن يعيش منفيا في وطنه. والمضحك أن الأول يدعي أنه سيطور البلد أو يتقدم بها، بينما كل جهده أن يحطم ما يسميه الشعب الثاني. وأمامه ستون عاما أخرى تتطور فيها مالي أو بوركينافاسو، وتبقى مصر حيث هي في المكان الذي كانت تحتله في الستينات، بنصف شعب.
مصر استفادت ماليا واقتصاديا من الدعم الأمريكي على الأقل منذ اتفاقية كامب دافيد، 2 مليار دولار سنويا انخفضت إلى 1.3 مليار دولار هذا بصفة قارة مسمار في حيط. دون غيرها من المساعدات الظرفية.