مقالات

جناية براقش.. الحسم آت لا ريب فيه

أبو يعرب المرزوقي

ملاحظة:
علة هذه التغريدات السريعة والقصيرة هدفها بيان أمرين:
الأول معركة رفح بدأتها حماس بضرب كرم أبو سالم. وإذن فهي استدرجت ناتنياهو إلى استعمال آخر مهاربه. لذلك سمى رد فعله بكونه عملية محدودة لتجنب ما يتوقعه فترك لنفسه ما يحافظ به على ماء وجهه.

الثاني مثلما استدرجت حماس ناتنياهو أعدت “المنداف” لعميل إسرائيل في مصر: دفعه للفضيحة التي كان يتستر عليها بزعم استعداده لحماية سيادة مصر. هوذا أمام الاختبار الحاسم.

معركة رفح
معركة رفح

1. رغم أني لست خبيرا عسكريا ولست مطلعا على استراتيجية حماس فإني أتوقع أن مقاومة الطوفان لا يخيفها هجوم الأحمق ناتنياهو ومن معه من دراويش الصهيونية لأنها لم تكن غافلة عن الإعدادات لهذه الحجة الأخيرة التي يستعملونها للبقاء في الحكم لأنه لا احد يصدق أن عسكرا فشل مدة مائتي يوم سينجح الآن.

2. لذلك فالمنتظر أنها ستهدد بحسب موافقتها على الصفقة وتعمل على إتمام هزيمة ناتنياهو حتى لا تبقى له ولدراويشه أي حجة ليس لتحقيق الصفقة بل التسليم بضرورة وجود دولة فلسطينية قد تمكنهم من البقاء في حدود التقسيم: على نفسها جنت براقش.

3. سيقال المتفرج فارس. والرد ما دفعه أهل غزة والضفة لا يمكن أن يضاف إليه ما كلفته اكبر. وهي لا يمكن أن تحصل لأن العالم كله الآن عينه على ما يجري بعد أن تبين للجميع وخاصة لشباب الغرب أن النازية الحقيقية هي التي تطبقها إسرائيل ولوبياتها التي تستعمرهم هم بدورهم: وتلك هي نهاية السرديات الصهيونية.

4. لا بد من هزيمة ساحقة لما بقي من جيش إسرائيل في رفح: وهذا النصر يستحق كل التضحيات لأن من دونه كل ما ضحت به فلسطين سيذهب خراجه إلى الخدع الإيرانية فتصبح هي التي حققت النصر بمناوشات عملائها بسبب حمق القيادات العربية العميلة والخاضعة لأموار حماتهم الغربيين.

5. هزيمة إسرائيل العسكرية والخلقية دفع الفلسطينيون كلفتها من دماء أطفالهم ونسائهم وشروط حياتهم بسبب ما حصل من تهديم تجاوز كل الحروب التي عرفتها الإنسانية حتى في الحربين العالميتين ثم تذهب الثمرة لتوافق بين أمريكا وإيران لتقاسم إقليم الحمقى من النخب العربية السياسية والمزعومة قومية.

6. فنهاية الحرب آزفة لأن أمريكا لم يعد بوسعها خوض ثلاثة حروب -أكرانيا وفلسطين والاستعداد لتايوان ولو دون قتال-ومن ثم فهي تبحث عن “ديل” مع إيران وروسيا على حسابنا نحن وحتى على حساب أوروبا لتضعف البريكس والاستعداد للصين التي تمثل الخطر الراهن لتفرق المسلمين.

7. ثم إن الاستعداد للصين بهذه الطريقة هو في آن عدم الغفلة عن القطار الثاني -الاستئناف الإسلامي الممكن- لأن ضم روسيا وإيران يؤدي هذه الوظيفة كذلك خاصة والمستهدف حينها هو تركيا وباكستان القوتين الإسلاميتين الوحيدتين اللتين لهما بعض القدرة الردعية إذ إندونيسيا وماليزيا لا يردعان أحدا.

8. أما العرب فحدث ولا حرج. فهم في لهو السكارى بالثراء الزائف لأنه ليس ثمرة إبداع إنساني بل هو من جنس ما يرثه الأحفاد دون جهد وهو يبذر في ما لا يحقق الحرية والكرامة والسيادة لأن أهله ليس لهم القدرة على حمايته بكيانه المادي الهش وحتى بترجمته النقدية لأنه في بنوك الأعداء سيجمد حتما.

9. فمن جمد أموال روسيا التي لها أقوى أدوات الردع لن يتردد في تجميد من لا يستطيع الدفاع عن شيء بحيث إن كل بلاد العرب غنيها وفقيرها ستصبح في وضعية غزة ولكن هذه المرة بعد تقاسمها بين إسرائيل وأمريكا غربيا وايران وروسيا شرقيا: يعود العرب لبداوتهم التي لم يغادروها بعد سقوط خلافة أمية.

10. هزيمة حماس لا قدر الله إن حصلت فهي ليست بسبب قوة إسرائيل وأمريكا ولا حتى مؤامرات ايران وروسيا بل بسبب غباء القيادات العربية التي تتصور أن المعركة مقصورة على فلسطين وليست ستنسحب على بلدانهم الواحدة بعد الأخرى حتى تعود دولة فارس ودولة داود. ما علاج من يستمرئ العبودية على السيادة؟

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock