تدوينات تونسية

عسكريون وإرهابيون..

محمد ضيف الله

من جهة هناك الذين يقنصون الجنود والضباط، ويفجرون الدبابات وحاملات الجند والعربات العسكرية. هؤلاء هم العسكريون رغم أنهم لم يمروا بأكاديميات عسكرية ولا قاموا بدورات تدريبية في قواعد عسكرية، ولا هم يحملون نياشين، ولا أسلحتهم مستوردة، وإنما هي من صنع أيديهم، نعم هؤلاء هم العسكريون، وأبطال.

العسكريون
العسكريون

ومن جهة أخرى هناك الذين يقتلون المدنيين من أطفال ونساء وشيوخ، ويقومون بتهديم المستشفيات وقصفوا المخابز والمتاجر والمدارس ودور العبادة، ويجرفون الطرقات والمقابر، ويهدمون المنازل… هؤلاء هم الإرهابيون بما يفعلونه. رغم النياشين التي يحملونها والأسلحة التي تأتيهم من ألمانيا ومن أمريكا، هؤلاء هم الإرهابيون، قتلة الأطفال.

جيشٌ عربيٌّ.. واحد

الكيان الصهيوني يشترك مع الدول المحيطة به في الاعتماد على العسكر، هنا أو هناك العسكر هو الذي يحكم، ليس في الأنظمة التي حكمها أو يحكمها انقلابيون فقط، وإنما حتى في الكيانات ذات الحكم الوراثي ترى أمراءها يتشبّهون بكبار الضباط بما يحملون من نياشين، كنوع من الزينة. هذه الجيوش العربية وجيش الاحتلال كلها تُقاتل ضد المدنيين، انظروا جيش الاحتلال وما يفعله في غزة، أعمال شبيهة بذلك قام بها الجيش السوري في سوريا، والجيش المصري في مصر، والجيش السعودي في اليمن…

الفرق فقط بين جيش الكيان وجيوش ما يسمى بدول الطوق العربية، هو أن جيوش العرب لم تحقق انتصارا، وتكسّر أكبرها مثلا في ستة أيام، هذا الفرق لا ينفي الشبه بينها وهو ما يدل على أن من خطط لخريطة المنطقة هو نفسه، ألا وهو الاستعمار الغربي، ولست بحاجة للتذكير هنا بأسماء الضباط الإنڨليز الذين أنشؤوا ودربوا جيوش الأردن ومصر مثلا. بمعنى أن جهة واحدة هي من صنعت هذه الكيانات، مثلما أن جيوشها تتشابه في أدوارها في الحكم، وفي قمع الأهالي.

وإذ ذلك كذلك، فمن الطبيعي أن لا تتحرك نخوة في هذه الجيوش لنجدة غزة. بينما استحل الجيش السعودي لحم اليمنيين لمدة أربع سنوات بالقصف بمختلف الأسلحة، وهو ما سبق أن قام به الجيش المصري في اليمن نفسه في الستينات.

بلاش تدخل عسكري عربي في غزة، لم يوجد في الجيوش العربية ولا ضمن تعدادها ولو مجنون واحد يخترق القاعدة، ويكتب اسمه في التاريخ، بأنه قام بعمل من أجل أطفال غزة… أن يزودهم بالماء أو الدواء.

قتل اليمنيين..

نعم الجيوش العربية لا تتدخل إلا لقتل المدنيين، تلك تكاد تكون عقيدتها. خذوا مثلا ومثلين. المثل هو اليمن والمثلان هما الجيشان السعودي والمصري.

في حرب عاصفة الحزم التي شنها الجيش السعودي، على اليمن، قتل حسب الأمم المتحدة أكثر من 150 ألف. هذا الجيش لا يرى فائدة في التدخل في غزة.

في 1962، تدخل الجيش المصري في اليمن وانتهى ذلك حسب التقديرات بقتل ما بين 100 و200 ألف.

هذه الجيوش، يمكنها أن تتدخل لقتل المدنيين وحدهم، مثلما يفعل جيش الاحتلال في غزة، كما لو أنه في عقيدتها لا يجوز لها أن تتدخل حتى ولو بتزويد المدنيين بالماء الصالح للشرب.

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock