تدوينات تونسية

المخلّطون ونصرة غزّة

سامي براهم 

يتلجلج بها صدري ولا ينطق بها لساني مراعاة لما يقتضيه واجب الوقت في نصرة غزّة من عدم إثارة الفرقة بين مكونات الأمّة وتيّاراتها… لكن واجب الفكرة أوكد إذا استدعاها الواقع …

يحيى سريع الناطق باسم الڤوات اليمنية المسلحة
يحيى سريع الناطق باسم الڤوات اليمنية المسلحة

نعم يجب تثمين ما أقدموا عليه من غلق باب المندب أمام سفن العدوّ وما أطلقوه من صواريخ ولو من نقطة بعيدة تجاه قواعد المحتلّ … نصرة ثمّنها النّاطقون باسم المقاومة في غزّة أنفسهم وأثنوا عليها مقابل تخاذل محور التّطبيع والعمالة للكيان الغاصب…

لكن «وعند لكن يكمن الوجه الآخر للحقيقة» أليس أكبر سند لغزّة ومقاومتها الباسلة وجود يمن موحّد بكلّ مكوناته تحت راية ثورته وما رفعته من شعارات الحريّة والسيادة ؟

ألم يكن انقلاب الحوثي ضربة قاصمة لثورة ومشروع تحرّر في المنطقة اهتزّت له فرائص محور التطبيع والخذلان؟

ألم ينقلب الحوثيون على ثورة الشّعب اليمني وتحالفوا مع الرّئيس المخلوع وفتحوا الباب للتدخّل الإقليمي لتخريب الثورة وتحويل البلد إلى كانتونات قبلية ومذهبية وإثنية؟

أليس وضع اليمن اليوم في ظلّ الانقسام والتدخّل الخارجي أبعد من أن يكون سندا للقضية الفلسطينية رغم كلّ النصرة المشهدية والبيانات الحماسية ليحيى سريع الناطق باسم الڤوات اليمنية المسلحة !!!

فلسطين قضيّة تحرّر وطني ولا يمكن إسنادها من موقع الانقلاب على ثورة تحرّر وطني… فلسطين قضيّة شرف إنساني قضيّة أرض وعرض ودين وتاريخ وعهود ومواثيق لا يقدر على حملها أهل التّخليط.

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock