تدوينات تونسية

منذر الزنايدي منهو ؟

نور الدين الغيلوفي

أقرأ، منذ أيّام، حديثا في مواطن تونسيّ ظهر اسمه، منذر الزنايدي، فجأة ليطفوَ على السطح مثل بقعة زيت قديم طفت على سطح بركة متروكة.

  1. لو أنّ الفرقاء جعلوا لهم من نصّ القرآن منطلقَ تعاقدٍ لغويّ جامع، لا باعتبار مرجعه السماويّ الذي لا يتّفقون عليه، بل باعتبار القوانين الناظمة التي فيه، لو أنّهم فعلوا لجنّبوا أنفسهم والوطنَ أذى كثيرا وإهاناتٍ. لقد قال لهم القرآن
    ((وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ۖ وَاصْبِرُوا))
    ولكنّهم أعرضوا ونأوا تنازعوا ففشلوا وذهبت ريحهم ولم يصبر بعضهم على بعض، فتسلّل إليهم تابعٌ من العصابة الهاربِ زعيمُها ليكون من كان بالأمس عضوَ عصابةٍ،اليوم، هو، المخلِّصَ.
منذر الزنايدي
منذر الزنايدي

يا عيب الشوم !

2. أقرأ، منذ أيّام، حديثا في مواطن تونسيّ ظهر اسمه، منذر الزنايدي، فجأة ليطفوَ على السطح مثل بقعة زيت قديم طفت على سطح بركة متروكة. قرأتُ بعض ما كُتب وسمعت الرجل يتحدّث إلى الشعب التونسيّ حديث المخلّص المُخلِص القادم من بعيد لأداء واجب وطنيّ مقدّس لا ناقة له فيه ولا جمل بعد أن أخذ أنصارُ الثورة البلاد إلى الكارثة.

سألت غوغل عن سيرة الرجل، فأنا لم أكن أعرف أسماء وزراء بن علي ولم يكن أحد منهم يعنيني، إذ كنت أراهم مجرّد ظلال متحرّكة بإذن من بن علي وحرمه. والزوجان ما كان أحدهما أو كلاهما يحظى بتقدير عاقل واحد من التونسيين.. فما ظنّك بتوابعهما المتحرّكين بأوامرهما؟

3. قرأت أنّ الرجل قديم جدا وقد كان مفعولا لفعل “عيّن” منذ السادسة والعشرين من عمره.. وهو المولود سنة 1950. معنى ذلك أنّه أحد أفراد “عصابة السرّاق” التي ثار الشعب ضدّها وواجهته بالحديد والنار حتّى ارتقى الشهداء وسقط الجرحى، ولم تتوقَّف آلة القتل إلّا بهروب زعيم العصابة، ليفرّ هذا الزنايدي إلى فرنسا. ومن عبث الأقدار أن يكون هو نفسه وزيرا للصحّة مات #البوعزيزي على سريره بعد زيارة بن علي و #وَرمه الشهيرة تحت ضغط المظاهرات.

  1. هل أقفرت البلاد حتى صارت تبحث لها عن الحنظل لتُرى بها خضرة؟
    هل بلغ العقم بالأرحام أن صار الشعب يرضى بهذه الأسماء له مواليد؟
    هل اختفى الدواء حتّى عادت للمشعوذين سطوة كانت، من قبلُ، لهم؟
    هل عجزت العقول ليتقدّم إلى قيادتها النكرات؟
    وهل خلت البلاد لتلجأ إلى تدوير النفايات لكي تعيش؟
    هل عجز عقلاء تونس عن كلمة سواء يلتقون عليها ليجنّبوا البلد إعادة تدوير البقايا؟
    وما هذه الدولة التي يُرى توابع بن علي من رجالها؟
    ما ضرّ لو أنّهم سدّوا الفُرَجَ بينهم ليمنعوا شياطين الأمس من التسلّل إلى غدهم؟
    ألا يُعدّ هذا من الحمق الجامع؟
    أليس الذكاء أجدر بأن يجتمعوا عليه؟

5. لقد جرّ التنازع المنتصرين للثورة إلى إصابة البلد بشخص يسابق في الفشل في نفسه حتّى لم يعد الناس يرون، من فشله، غير توابع بن علي رجالَ دولة مخلّصين.. إذا قورن بهم ظهر هُزالُه.

6. يا أيّها الناس، اتّقوا شعبكم وكفّوا عن العبث به وراجعوا أنفسكم وتراجعوا. عودة الزنايدي وأمثاله لا تدلّ على غير تكلّس أذهانكم وفشل أدائكم وذهاب ريحكم.

7. أعلم أنّ الوعظ معكم لا يجدي والنصح لا يفيد، فأنتم لا ترحمون إذا استُرحمتم ولا تُنجدون إذا استُنجدتم، ولكنّني لا أزال أطمع في بقيّة عقل قد تلأم الكسور.

8. فلا تزيدوا الوعاء كسورا، يا رعاكم الله. فالزنايدي ليس أكثر من بالون تعابثكم به جهة لا ترى في تونس غير عرائس لها تحرّكها في الظلام.

فلا تكونوا أنتم عرائسها التي تبلّغها غاياتها بالوطن.

اترك رد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock