غزة: ما الحل الحاسم؟
أبو يعرب المرزوقي
ملاحظة على الطاير: خذلان الشعوب العربية للمقاومة في غزة أكبر من خذلان الحكومات العربية. ليس المطلوب منكم الاكتفاء بالقلب ولا باللسان وخاصة بالدعاء مثل العجائز بل يكفي أن يدرك الحكام أنكم مستعدون فعلا للمرور إلى اليد لتكونوا في عون الطوفان.
فإذا علمت الحكومات العميلة لإسرائيل وأمريكا والحكومات العميلة لإيران وروسيا والحكومات التوابع للحليف الأول في أوروبا والحكومات التوابع للحلف الثاني فإن العالم كله سيتحرك لإيقاف القتال فورا بل وفرض اكثر مما يطلب الفلسطينيون خضوعا لما يسمى بحل الحمقى من حكام العرب أي ما بعد 67.
أما أن تتخفى الشعوب العربية وراء الحكام فبين أن ذلك من علامات موت روح المقاومة في هذه الشعوب ومن ثم فهي أكثر جرما من الحكام لأن الحكام لا معنى لهم إلا ما قال فيهم الرسول الخاتم: كيفما تكونون يولى عليكم.
وعلى كل فعليكم أن تفهموا أن دوركم آت لا محالة: فإذا هزمت حماس فلن تتوقف شاهية إسرائيل ومن وراءها وإيران ومن وراءها في مواصلة تفتيت كل محمية ما دامت المافية التي نصبوها عليها رهن إشارتهم في تبخيص تاريخ الأمة ومرجعيتها لأنها صارت بلاد المسلمين والعرب صارت “رزقا بلا موالي” لذلك فلا تلوموا إلا المتقاعسين من النخب التي هي أذل خلق الله وأكثرها نفاقا..
وليس في ذلك دعوة للحرب الأهلية لأن مجرد تأكد الحلفين المسيطرين على المحميات العربية سيكونون أول من يعمل بالمطلوب شعبيا لانهم قد لا يولون أهمية لمن نصبوهم من دمى بل هم يخشون حركة الشعوب.
فأنا واثق من أنهم من ثم سيفرضون على دماهم منهم إسرائيل وإيران التظاهر بتطبيق القانون الدولي وحقوق الإنسان فيبادروا بصورة فعلية لإيقاف القتال وفرض الحل الذي صارت شعوبهم هي بدورها تطلب تحقيق حقوق فلسطين واحترام شعبه. أكثر من الشعوب العربية المتخاذلة.
فما كانت إسرائيل تتعنتر إلى هذا الحد ومثلها إيران تتبختر إلى هذا الحد في بلاد العرب لو لم ينكص العرب إلى القبلية وتقديم الصراع بين فتات شعوبها وفساد حكامها ونخبها.
فكلتاهما نمر من ورق وكلتاهما محمية: فمن دون الغرب إسرائيل يكفي لهزيمتها أبطال حماس. ومن دون روسيا إيران هزمتها المقاومة السورية ومن ثم فالحرب ليست معهما لأنهما أداتين للقطبين والحرب هي إذن ما يمكن أن يجعل الحاميين يخافان على مصالحهما في الإقليم.: ولا يهددها إلا تحرك الشعوب لعلمهم أن الطوفان الحاسم هو ثورة الشعوب..