تدوينات تونسية

أهم دولة عربية..

محمد ضيف الله

حسب المنطق الاستراتيجي والجغراسياسي، هناك ثلاث دول عربية لها إشعاعها الإقليمي بمعنى لها وزنها في المنطقة وهي الجزائر ومصر والسعودية.

غير أن الحرب على غزة بينت أن هذه البلدان الثلاث جميعها بلا وزن يُذكر، ومن المفارقة أن تتجاوزها وتحتل مكانها جميعا دولة لعلها الأصغر على الساحة العربية وهي قطر، بطبيعة الحال قطر ليس لها أن تتدخل عسكريا في غزة، فليس لها جيش يستهلك سنويا المليارات العديدة للتسلح ونسبة هي الأهم من ميزانية بلدانها مثلما هو حال الجزائر ومصر والسعودية،

أهم دولة عربية
أهم دولة عربية

فوق ذلك ليس لقطر حدود مع غزة مثلما هو حال مصر، ولم يسبق لها أن كان لها وزن سياسي ولا اقتصادي، ومع ذلك فهي حاليا بمثابة دولة ذات إشعاع إقليمي، في موقع كان يُمكن أن تحتله مصر التي كان يقال عنها بأنها أم الدنيا (هههه) وأن عسكرها هو خير أجناد الأرض (هههه)، فإذا بها مثل أفّ. السعودية مثلها ومثلها الجزائر التي فقدت تماما ذكرى المليون شهيد.

الدول الثلاث السعودية ومصر والجزائر ثلاثتها بإمكانها أن تقوم بدور على أي مستوى، ولكن حكامها وقع إخضاعهم شراؤهم هم عملاء تماما يأتمرون بما يأمره به من عينوهم ومن يعتقدون أنهم ضمانة لبقائهم، وفي العلاقة بالصهيونية السيسي هو أكبر عميل للصهاينة، وهو يشعر ويتصرف على أساس أنهم أقرب إليه من المقاومة،

السعودية لا تقل عمالة بل أن آل سعود يشترون عمالتهم بمعنى يدفعون المال من أجل أن يُقبلوا عملاء. قطر قد لا تختلف ولكن الأكيد أنها تمكنت من أن تحتل مكانة كبرى هي في الأصل غير مؤهلة لها ولا يمكنها أن تدخل حتى في سباق من أجل أن تحصل عليها، وهي إلى حد الآن مفيدة للمقاومة أفضل من الجزائر ومصر والسعودية مجتمعين.

مصر والسعودية والجزائر ليست بعيدة عن الخضوع للقوى الكبرى وعلى رأسها أمريكا والائتمار بأوامرها. كلهم منسجمون تماما مع الاستراتيجية الأمريكية. والمشكل بالنسبة للدول الثلاث أن لها من الإمكانيات والعوامل ما يجعل لها صوتا وموقفا، ولكنها خاضعة تماما لقدرها المكتوب في عواصم أخرى.

قطر

والنتيجة في الأخير أن قطر تبدو بالفعل الدولة الأهم في المنطقة والمسألة ليست مجرد دعاية كما نقول والدليل دورها الحالي فيما يتعلق بغزة وقبل ذلك في تنظيم كأس العالم وغيرها، والمفارقة أنها الدولة الأصغر مساحة وديمغرافيا وتاريخا وموقعا، أي لا يتوفر فيها أي عنصر يجعلها تقوم بذلك الدور.

بينما الجزائر مثلا لها المساحة والموقع الاستراتيجي في مواجهة أوروبا وتشرف على جنوبي الحوض الغربي للمتوسط ولها من الثروات ما شاء الله ويتجاوز شعبها الأربعين مليونا وافتكت استقلالها إثر ثورة هزت العالم ودفعت فيها مليون شهيدا، ومع ذلك فهي لا تختلف عن الدور الذي تلعبه غويانا أو لوزوتو أو حتى جزر الهاوهاو.

اترك رد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock