تدوينات تونسية

حول اعتقال الكاتب الصحفي سمير ساسي (قناة الجزيرة بتونس)

الأمين البوعزيزي

الخبر:
قوات أمنية تداهم منزل الصحفي سمير ساسي وتفتشه وتأخذ معها كل هواتف العائلة وحاسوبه الشخصي وتذهب به إلى مكان غير معلوم لأهله ومحاميه.
الأستاذ مختار الجماعي يقول أنه اتصل بأغلب المراكز الأمنية التي يرجح تواجده بها وتوجت جهوده بالتعرف على مكان إيقافه دون أن يتمكن من مقابلته (العائلة والقناة عينوا محامي دفاع)، ويذكر الأستاذ أن سمير رفض الكلام ما لم يكن محاميه حاضرا.

سمير ساسي
سمير ساسي

أمس مساء زملاء سمير ومحاميه يدونون على صفحاتهم خبر قرار المحكمة إبقاء سمير في حالة سراح… (الحمد لله)
صحيح نقابة الصحفيين أصدرت بيانا تضامنيا مع زميلهم (وهو ما لم يفعلوه مع زميليهم عامر عياد ومحمد الفوراتي)، لكن حجم الضجيج (بالمعنى الغيفاري) كان أقل بكثير مقارنة بما حظي به الصحفي زياد الهاني (ذكرا لا حصرا).

علاش؟! 🤔

السبب الأول، فرز إيديولوجي يعادل الميز العنصري تجاه كل من له مرجعية “إسلامية سياسيا”. وهذا أحد ثمرات الشيطنة والترذيل التي حولت منتسبي هذا التيار إلى كائنات مستباحة لا تسرج لها خيول التعاطف والإسناد بنفس حجم نظرائهم “العلمانيين”.

السبب الثاني، حجم ونوعية التهمة؛ “شبهة إرهابية”؛ وهذا أمر يخيف الجميع من التعاطف حتى لا يطالهم وصم “محامو الإرهاب” التي اغتيل (رمزيا) بموجبها كل من سولت له نفسه الالتزام بـ “سميغ” (الحد الأدنى) الحريات والاحتكام للقانون مرجعا يخضع له الحاكم والمحكوم.

والحال أن نوعية التهمة وثقلها وعواقبها تقتضي الحساسية العالية في تقبلها ومطالبة الدولة بواجب تكليف أمهر القوات الأمنية والقضائية بالتحقيق في مثل هذه القضايا حتى لا تتحول تهمة الإرهاب إلى إرهاب يمارسه من لا يطيقك.

وإليكم حكاية تأخر سردها شهورا إكراما لبطولات المقاومة وتفضيلا لأولوية التدوين الفاضح لجرائم العصابة الصهيونازية في حق الشعب🇵🇸 الحاضن للمقاومة. هكذا طلب مني صاحب القضية المربي الشهم ومندوب التربية السابق سي الهادي نصيبي حفظه الله🙏🏼

تتصل به قوات أمنية تسأل عن مكان تواجده ويليها قدوم قوات أمنية بلا عد إلى بيته نهارا… بمجرد دخولهم وانزعاج أبنائه يتقدم أحد الضباط من أصغر أبنائه وبحضنه مقدما نفسه كونه صاحب باباه… فتشوا المنزل كما أرادوا وحملوا معهم ما رأوه مفيدا في قضية الحال… وطوّالي تونس العاصمة… في الطريق تناولوا الإفطار وأشركوه معهم كأنما هو زميل أو ضيف… التحقيق في ظروف عزل تام عن عائلته ومحاميه (لا تعذيب ولا إهانات) فقط قوات خاصة تباشر التحقيق ومعالجة الخط والتوقيع ووو… ليلا المبيت في بوشوشة لكن في غرفة بها أشخاص هادئون بعيدا عن صنف المنحرفين…

كلها أيام قليلة تمكنوا فيها من تبين الخيط الأبيض من الأسود كما يقال… ويا لهول النتيجة😴
حتى لا تنزعجوا… ثبتت براءة المتهم المعزول تماما (لخطورة التهمة)…
تصوروا مواطن يتسلف منك فلوس وساعة تطلب حقك، يكتب رسالة باسمك تهديد ووعيد تع قطع رڨبة (تهديد بعمل إرهابي)… ويتغطى بالهتاف الرخيص للسلطة وتخوين (تودير) من طلب منه حقه!!..

ما العمل؟

إيقاف وتحقيق دقيق على أيدي مهرة متعددو الاختصاص، وفي ظرف قياسي يتم كشف الحقيقة والتعرف بالحجة والبرهان على الإرهابي الحقيقي، ويعود المربي الفاضل معززا مكرما (التهمة والإيقاف طالته وابنه البعيد عنه إقامة).
ها نحن نقولها لهم على الملأ: شكرا لكم🙏🏼

خلاصات:

☑️لسنا ضد دولة تمتلك قوات خاصة تحرس أمنها (وأمن مواطنيها جوهر شرعيتها).
☑️لا أحد على راسو ريشة، فكم مرة رأينا دول عريقة في الاحتكام إلى المؤسسات توقف رؤساء سابقين وتعاقبهم. لكن هذا رهين #سيادة القانون وحرفية أجهزته وعدم تحويلها إلى أدوات خاضعة لرغبات الحكام.
☑️الصديق العزيز #سمير ساسي صاحب القلم الساخر (فضلا عن كونه كاتب صحفي بأشهر قناة إعلامية) هو باحث أكاديمي وروائي، إنسان خلوق ورقيق لا يجرؤ على ترهيب نملة، وأنا على يقين من براءته وعلى يقين أن خسيسا ما حفر له جبا، وعلى يقين أن تحقيقا ماهرا سيكشف اللثام عن اللئام.

👈🏽#الاحتكام للقانون والمؤسسات حكاما ومحكومين، ذاك مطلبنا أولا وأخيرا. #لا للاستثناء #لا للتعليمات.

#الأمين

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock