تدوينات تونسية

الحق في التفكير أم في التعبير؟

في الرد على الدعي الذي يهرف بما لا يعرف

الأمين البوعزيزي

التفكير سلوك حتمي الحدوث لا يعطله إلا الجنون ولا يوقفه إلا الموت. فالتفكير لا يستلزم الكلام إذ بإمكان أي عاقل أن يفكر بينه وبين نفسه ولا رقابة لأحد عليه. لكن وحدهم كهنة الكنائس مدوا أيديهم الآثمة لمراقبة ضمائر البشر عبر ما يسمى بالاعتراف في حضرة الكاهن لذلك شكلت #حرية_الضمير /الحق في التفكير إحدى ركائز حقوق الإنسان في أوروبا الناهضة التي كانت في قبضة باباوات الكنائس القروسطية.

 حرية التعبير
حرية التعبير

القمع يبدأ ساعة يتحول التفكير إلى التعبير عنه أي تقاسمه مع الآخرين أي تحوله إلى قوة وتنظم وتعبئة وتغيير الواقع. لذلك حاربت السلطة خروج الفكرة من صدر صاحبها إلى الفضاء العام ليتداولها الناس في ما بينهم.

إذن المعركة الأشرس هي معركة حرية التعبير /الحق في التعبير. بما هو تقاسم الفكرة… عبر الطباعة والنشر والإلقاء والغناء والمسرح والسينما والكاريكاتور والخربشة على الجدران…

وعليه:

يسقط الاستثناء… يسقط المرسوم 54… يسقط الانقلاب… يسقط الدستور الأميري الكهنوتي القروسطي… لا شرعية لغير دستور 2014.

  • ملاحظة 1. جوهر الفكرة أعلاه لصاحبها أستاذي عصمت سيف الدولة بصياغتي وتوسعي.
  • ملاحظة 2. دستور 2014 يمثل (بشهادة فقهاء القانون) الدستور الوحيد في تاريخ الدساتير التونسية الذي صاغه كل التونسيين في تعددهم.
  • ملاحظة 3. يظل دستور 2014 نسبيا ككل فكرة بشرية مشروع تغييره نحو مزيد من الحريات وليس نحو كنش الأمير الذي يَسأل ولا يُسأل. على أن يتم تغييره في مجلس منتخب وليس نزوة سلطانية مستقوية بالسلاح.
  • ملاحظة 4. أفكر دون رادع ولا رقيب على ضميري إلا خالقي.
  • ملاحظة 5. أتمسك بحقي الوجودي المقدس في تقاسم فكرتي مع غيري جدلا اجتماعيا حرا في الفضاء العام في كنف التواصي بالحق والتواصي بالصبر. واللي مش عاجبو يشرب من البحر.

“ارم الكلمة في بطن الظلمة تحبل سلمى وتولد نور… دور يا كلام على كيفك دور…”. وربي يرحم نجم وإمام.

✍🏽 #الأمين

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock