الصحافة ليست جريمة
سمير ساسي
الصحفي ليس فوق القانون إذا انتهك أخلاقيات المعنى وأخطأ في الحق العام.
في الواقع ما أملكه من تجربة في الإعلام تخول لي عدم التضامن مع تسعين بالمائة من منتسبي هذا القطاع إذا لم يكن من باب الموقف العام فمن باب المعاملة بالمثل لكني لا أميل كثيرا الى هذا الصنف من المعاملة واطلق مساندتي لكل صحفي يضطهد من اجل العمل الصحفي لأن الصحافة ليست جريمة وأؤكد في نفس الوقت أن الصحفي يخضع للقانون إذا اعتدى على حرية مواطن أو مس من شرفه أو خالف قواعد المرور أو الخ فليس الصحفي في النهاية إلا مواطن ولا حصانة له بمهنته إلا في حدودها.
واؤمن أن ما يجوز للمواطن استعماله من مصطلحات متداولة لا يتساهل في السماح للصحفي باستعماله لأنه صانع رأي عام عليه أن يرتقي بوعي الناس لا أن يسايرهم.
لا افصل الصحفي ولا الإنسان عموما عن تاريخه لأني لا اؤمن بالقطيعة في التاريخ ولا آخذ الإنسان في جزئيات منفصلة لذلك من ساهم في ترذيل الثورة ارتزاقا أو موقفا ومن ساند مجرما سفاحا أو انقلابيا لا امنحه مطلقا شرف مشاركتي مساندة المقاومة أو النضال من اجل الحرية لأنه سبب من أسباب المشكل.
أعود الى موقفي الشخصي فما لاقيته من نذالة من كثير في القطاع يمنحني طمأنينة أن أعلن بكل وقاحة عدم التضامن برغم اختلاف الوقائع فقد رفضوا مساندتي كصحفي حين منعت من العمل الصحفي ومن حقي في البطاقة المهنية بداعي أنني إسلامي وان ما قام به نظام بن علي هو التزام بالقانون كما قال لي يوما زياد الهاني حين كان عضوا في المكتب التنفيذي لنقابة الصحفيين قبل أن يشارك في الانقلاب عليها.
حتى رئيس تحرير “الموقف” الجريدة التي أعمل بها رشيد خشانة رفض أن يثير الموضوع في الصحيفة أو أن يصدر بيانات يدين منعنا كصحفيين من دخول المقر وتعرضنا للانتهاكات بأسمائنا وعوم الأمر في بلاغ عام حتى لا يسجل أسماءنا في تاريخ الانتهاكات الصحفية لأنه كان يتعامل معنا بخلفية أيديولوجية رغم العلاقة المهنية بيننا وفي هذا أمور كثيرة مخفية أنا بصدد الاشتغال عليها.
وحدها الزميلة سكينة عبدالصمد والراحلة نجيبة الحمروني عضوي المكتب التنفيذي للنقابة وقتها والفقيد محمود الذوادي من ساندونا بلا ترمرم ولا تردد طبعا أتحدث عن مسؤولية المهنة وكثير من منتسبيها فأصدقائي في المهنة كثير والحمد لله علما أنني كنت من مؤسسي النقابة بكل فخر.
البقية أقول لهم من كان يمسك دوني السماء أن تقع علي فليرفع يده.
الصحافة ليست جريمة لكن منتسبي القطاع في تونس كثير منهم مجرمون في حق الصحافة والبلد.