تدوينات عربية

أخرجوا حماس فإنهم يقاومون

فاطمة الغزال

تذكر بعض القصص دخول بعض اللصوص قرية كان رجالها خارجين إلى أعمالهم فنهبوا القرية وقاموا باغتصاب نسائها، غير أن واحدة من النساء قاومت وقامت بقتل اللص وقطعت رأسه، علمت نساء القرية بذلك فقررن قتل هذه المرأة كي لا تتعالى عليهن بشرفها ولكي لا يسألهن أزواجهن لدى عودتهم لِم لم تقاومن مثلها فقررن الهجوم عليها على حين غفلة وقتلنها، قتلن الشرف ليحيا العار، هذا حال المطالبين برأس حماس اليوم يريدون قتل الشرف والعزة والكرامة.

حماس
حماس

هكذا حال المطالبين بتصفية القضية: هؤلاء المطالبون بقتل حماس وتصفية القضية الفلسطينية يذكروننا بقصة قوم لوط عليه السلام حين قالوا: {أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِنْ قَرْيَتِكُمْ ْ} فكأنه قيل: ما سبب نقمتكم منهم؟ وما ذنبهم الذي أوجب لهم الإخراج؟ فقالوا: { إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ ْ} أي: يتنزهون عن اللواط، فقبحهم الله جعلوا أفضل الحسنات بمنزلة أقبح السيئات.

وهكذا حال المطالبين بتصفية القضية وقتل حماس الطاهرة بجهادها وتضحياتها وصبرها وثباتها وعقيدتها وحماسها، فهي بما قامت به من بطولة تفضح أنظمة الكذب والخوف والجبن التي بقيت سنين تردد أنها تدعم القضية وتساندها لتكشف الأحداث حقيقة مواقفهم وزيف ادعاءاتهم وتخاذلهم وخياناتهم عبر السنين، هكذا حال المطالبين برأس حماس اليوم يريدون قتل الشرف والعزة والكرامة، يريدون قتل الإباء والصمود والتحدي، يريدون قتل الشجاعة والأنفة والبطولة، يريدون قتل القدوة والأسوة في الشهامة والرجولة، كل ذلك بهدف تبرير ضعفهم… تبرير هوانهم… تبرير خذلانهم أمام شعوبهم، كل ذلك لتبرير موالاتهم وتطبيعهم لأبناء القردة والخنازير، كل ذلك لتبرير عجزهم عن إدخال مساعدات إغاثية للأطفال والنساء والمرضى، كل ذلك لتبرير موقفهم المتخاذل لنصرة أهلنا في قطاع غزة.

استبشروا خيرا فالنصر آت

في حديث للرسول صلى الله عليه وسلم، قال: (من قال هلك الناس.. فهو أهلكهم) أي أنه عليه إثم هلاكهم، وفي رواية أخرى أنه اشد هلاكاً من غيره إذا كان الهلاك سيقع بهم، ويحثنا هذا الحديث من قائله الذي لا ينطق عن الهوى أن نكون متفائلين بالنصر ونبشر الناس بالنصر، وإذا سئلت متى ستنتهي حرب اليهود على غزة فقل قريباً يأتي نصر الله، قل قريباً سوف تزال هذه الغُمة التي طغت على قلوب أهل غزة وأذاقتهم العذاب والتشريد والتجويع وفقدان الأعزاء، قل قريباً سيأتي النصر وتلوح تباشيره في الأفق، بشريات النصر آتية لا محالة إذا أخذنا نحن بأسبابها، وما نعيشه من محن يحمل في طياته المنح إذا نحن صبرنا واحتسبنا الأجر من الله، وما فقدناه فإن الله قادر على تعويضه وهو المعطي وهو المانع وهو على كل شيء قدير.

كسرة أخيرة

الحروب والابتلاءات التي أحلت بأهلنا في غزة، نؤمن إيماناً قاطعاً بأنه لا يحدث شيء في الكون بدون علم الله وإرادته سبحانه… فاطمئن، هذه الحرب حدثت بعلم الله، لا أحد من البشر يسيرها وفق هواه.. فاهدأ، لا شك أن هناك حِكمة من اندلاعها، قد نعرفها وقد نجهلها.. فافهم، سُنّة الابتلاء ماضية، وقد يكون فرديًا أو جماعيًا.. فاعقِل، هذه الدنيا دار التواء، لا دار استواء، ومنزل ترحٍ، لا منزل فرح.. فتذكّر.

حين تضِلُّ الأمم والشعوب وتنحرف، يُرسل الله الابتلاءات وآيات التخويف، قد تبدو في الظاهر قاسية، ولكنها في الباطن خيرٌ ورحمة.. فاستبشروا خيراً.

الكاتبة الصحفية والخبيرة التربوية

جريدة الشرق

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock