مقالات

انتخابات – bête /ڨذافيات🤔

الأمين البوعزيزي

أيام بورڨيبة لم أسمع بالانتخابات إلا مرة واحدة (بداية الثمانينات، بعد الخميس الدموي 1978، والهجوم المسلح [ڨفصة 1980] الذي مثل آخر رد يوسفي على بورڨيبة/زعيم الخط الانعزالي الفرنكوفوني التابع الذي أباد شقا من الحركة الوطنية/الخط العروبي الإسلامي)،

ساعتها فقط قرر بورڨيبة انفتاحا سياسيا متحكم فيه، يقول المراقبون أن فوزا لافتا حظيت به الورقة الخضراء (حركة الديمقراطيون الاشتراكيون #MDS،/دساترة مستقيلون من رحم الحزب الاشتراكي الدستوري/جناح اصلاحي داخل الحزب الحاكم ساعة حوّله بورڨيبة إلى حزب الحاكم أثناء مؤتمر الحزب منتصف السبعينات مناشدة/اقرار رغبة بورڨيبة في رئاسة مدى الحياة) لكن السلطة تنكرت لنتائج الصندوق (إرادة الناخبين، وقد أقر بذلك رسميا الباجي قايد السبسي في شهادته على العصر بعد الثورة).

بعد تلك الانتخابات (التي تندر التونسيون بنتائجها كالحناء الڨابسية دخّلناها (للصندوق) خضراء خرجت حمراء😏) بسنوات قليلة انفلقت البلاد مرة أخرى بانتفاضة اجتماعية عاصفة (ثورة الخبز 1984) ضحى فيها بورڨيبة بمحمد مزالي (وزيره الأول وخليفته المنتظر في الجملكيةالتونسية الحداثية جدااا) بورڨيبة آكل رجالاته (هذا أحد ألقابه في فرنسا صانعته وحاضنته والمتدخلة صحبة الحسن الثاني لحمايته الشخصية من آخر اليوسفيين).

ومع حلول خريف 1987 يهندس الإطاليون (المافيوزية زمنذاك) انقلابا عليه بقيادة وزيره الأول ووزير داخليته زين العابدين بن علي ونكل به (عزل مهين) ولم يدافع عن كرامة بورڨيبة وحقوقه سوى من نكل بهم بورڨيبة على رأسهم الثنائي الحقوقي الدكتور محمد منصف المرزوقي ورفيقه الأستاذ عبد الرؤوف العيادي.

أنجز نظام بنعلي عديد الانتخابات المتوجة بأربع تسعات (حدثني بعض أصدقائي التجمعيين في سيدي بوزيد ممن كانوا يمسكون بصناديق الانتخابات سنة 2009/آخر انتخابات قبل الثورة، قالوا لي، لا تتجاوز نسبة الوافدين للاقتراع العشرة بالمائة لكننا كنا قبل اقفال الصناديق مساء نحشي الصندوق بأوراق قائمات التجمع مع فتات للديكور وتعلن النتائج لاحقا أربع تسعات).

جات الثورة وعاد للتونسيين الأمل وشهد العالم طوابير طوعية أمام مكاتب الاقتراع… انتصارات وتعثرات وصفقات ومزايدات واغتيالات ومؤامرات وفيتوات وكورونا حتى كانت ليلة خمسة وعشرين جويلية شهر الانقلابات الجبانة… حتى حل يوم 24 ديسمبر 2023 من العام الثالث من العهد الشعبوي المتقومج الرث… عاد عموم التونسيين إلى سلبيتهم وغرقهم في يومي بلا حليب ولا سكر ولا خبز… وأنصار الرث حثالات الحثالات ممن كانوا في الصف العاشر من أحزمة حزب الحاكم زمن “الله احد الله أحدد بنعلي ما كيفو حد”.

كان زمن بورڨيبة وبنعلي خبز بلا حريات،

وجاء زمن الثورة الديمقراطية المحاصرة المتعثرة نجح في تأمين الخبز والحريات معا.
حتى جاء انقلاب خمسة وعشرين القومجي الرث فجف ضرع الخبز والحريات معا.
قديما قالت العرب “آخر الطب الكي”؛
وبعد عشرية رخاء الثرثرة وارتعاش الحكام المنتخبين، واجب التداوي بتجرع السم “نخبا” و”عوام”؛ إما الاعتبار أو الهفهوف بلا قرار.

للفرحين بالنسبة المئوية الصفرية في انتخابات شهوة سعيد

صحيح آنيا هي صفعة أخرى للشعبوية الرثة.
لكن الخطير المخيف هو ما خطط له منفذو الانقلاب الحقيقيون: #قتل السياسة (قتل الانشغال المواطني بتدبير شؤونه ومحاسبة السلطة) عبر تدمير المؤسسات التي تنقل الشعب من طور الرعايا إلى طور المواطنين.

  • 👈🏾 الأغلبية التي قاطعت الانتخابات ليس موقفا مواطنيا واعيا كونها انتخابات مجالس فاشوش (صورية) بل هو موقف رعية رافضة للسياسة وقنواتها ومتمسكة بأسطورة المهدي المنتظر مسيحا مخلّصا🤔.
  • 👈🏾 انقلاب 25 جويلية الوطنجي القومجي الشعبوي الرث دمر تماما تضحيات عقود طويلة من النضال في سبيل الخروج من نفق سيدنا الباي والرعية.
  • 👈🏾 #الشعبوية القومجية ردة سياسية مخيفة؛ والغريب يتم تنفيذها باسم شعارات ثورية وحداثية!!!

الانقلاب مجرم جبان:

  • ☑️انقلاب مجرم، لأنه يدمر كل المكاسب العليلة سياسية (تدمير واقعة الاستبداد الديمقراطي لصالح الاستبداد المتخلف) واجتماعية (تدمير آخر مظاهر أدوار الدولة الاجتماعية لصالح رأسمالية مافيوزية تضارب ولا تنتج).
  • ☑️انقلاب جبان، لأنه فضل الاختباء خلف واجهة ثورجية شعبوية متهافتة تعزف على إثارة #الغرائز الوطنجو_قومجية التي لا تقل تضليلا عمن يعزف على إثارة #الغرائز الدينية لتضليل الشعوب المضطهدة وتخويفها من الديمقراطية والنقابات وحقوق الإنسان.

👈🏾 المشهد قاتم ومخيف، وبوابة الانتصار عليه تكمن في نقد الذات والتنظم، والالتقاء حول المشتركات الوطنية وبناؤها، وفك الارتباط مع الأوبئة الآيديولوجية المفوتة التي فوتت على البلد فرص كسر قيوده وقصمت ظهر ثورة حررت الجلاد والضحية لكنهما أصرا على وضع العبودية. ولله في خلقه شؤون🤔

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock