الحرب على غزة في يومها الثمانين
منجي الفرحاني
الحرب على غزة في يومها الثمانين المصادف لنوال عند الإخوة المسيحيين وأنا أعرف أن شيخا بعينه يترصدني وهو يعد بحبات سبحته أموال السحت وأملاك جاره سيقول كيف تقول عنهم إخوة وهم مشركون؟
أنا يا هذا لا أقصد أخوة الإيمان بل أخوة النسب أو القبيلة أو الآدمية.. فالمسيحي العربي نسبي وابن قبيلتي وما دونه أخي من آدم.. واضح؟
القهوة العربية مرة رغم قطع السكر التي نسيت عدها وفيروز تعيد مقطع طفل المغارة وأمه مريم:
“الطفل في المغارة وأمه مريم وجهان يبكيان
الطفل في المغارة وأمه مريم وجهان يبكيان
يبكيان
لأجل من تشرّدوا
لأجل أطفال بلا منازل
لأجل من دافع وأُستُشهِد في المداخل
وأستشهد السلام في وطن السلام
وسقط العدل على المداخل
سقط العدل، سقط العدل
سقط العدل على المداخل”
الكنائس في فلسطين ألغت الاحتفالات بأعياد الميلاد تضامنا مع أهلنا في غزة في حين لم تلغ أرض الحرمين مواسم الفن الهابط ولا أظنك انتقدتها ولو بشطر تمرة يا شيخ..
الحرب على غزة
الرجل الغزاوي كعادته منذ ثمانين يوما وخمسة وسبعين عاما من الحروب، يتنفس الصعداء بعد أن نجح في تجميع بقايا أطفاله الأربعة التي قصفت الطائرات الصهيونية أعمارهم، وضع الأشلاء في أكياس بلاستيكية ثم أضاف عليها لعبهم الجريحة وعروس طفلته الوحيدة التي احتفظت بملامحها على عكس صاحبتها التي لم تبقى منها إلا ذراعها التي كانت تضمه بها إليها وهي تقبل خده.. أما أحلامهم الصغيرة فقد خلع قلبه ودفنها في أعماقه كي لا تضيع..
في هذا البلد، غزة البعيدة عنهم مسافة ونسبا وعقيدة قربها إجرام المحتل الصهيوني وقتله المتعمد للأطفال إلى القلوب، قلوب الشباب خاصة.. أما المشهد السياسي والإعلامي الرسمي فلا يزال يسبح في نفاقه وتعاطفه الأعمى مع الكيان ولم يتجاوز بعد عقدة: هل تدين “خماس”؟ تي روح زهّز.. كيف تريدني أن أدين الضحية يا خرا؟