حرب إعادة إعمار غزة
فهد شاهين
انتهت الحرب العسكرية على غزة وبدأت حرب إعادة إعمار غزة.
مخطئ من يعتقد أن تصريحات حسين الشيخ أتت من فراغ أو صدفة.
بل هي في إطار الجولة الأشرس من هذه الحرب وهي الحرب على اكل قوت وماء ودواء الشعب الغزي ضمن حرب إعادة الإعمار.
الحرب العسكرية سوف تنتهي خلال أسبوعين غالبا.. بعدها ستبدأ حرب جديدة على غزة.. وهي حرب من سيعيد إعمار غزة.
التدمير الواسع الذي قامت به إسرائيل خاصه لكل البنى التحتية الصحية والتعليمية هدفه ترتيب صراع جديد على غزة وهو صراع من سوف يعيد إعمارها.
تدرك إسرائيل ومن ورائها أمريكا أن حماس مازالت قويه.. وان الورقة العسكرية قد استنفذت.. لذلك تريد أن تكون الحرب داخلية فلسطينية فلسطينية بحيث يتم تقديم وتصوير حماس على أنها لا تستطيع إطعام الشعب الغزي طالما بقيت في السلطة.. وإسرائيل ضمنيا بل علنا تقول للشعب الغزي ارفض أو حتى ثور ضد حماس التي جلبت لك الدمار خاصة وان البديل جاهز (السلطة) والتي سوف تدعمها الإمارات والسعودية بل كل دول العالم. حيث سوف نسمع فورا بعد وقوف الحرب عن مؤتمر إعادة إعمار بقيمة 20-40 مليار ستكون الإمارات والسعودية اكبر المتبرعين له مما يفتح شهية تجار السياسة للإعلان انفسهم انهم الأحق في حكم غزة لإعمارها.
لاحظوا أن حسين الشيخ (الرابط) في مقابلته تكلم أن إعمار غزة يحتاج لـ 40 مليار دولار.. وهو طبعا لن يدفع ذلك من جيبه بل يريد من هذا التصريح فتح شهية فريقه أو لوبي أو مافيا المال في السلطة والضفة على إعمار غزة.
بغض النظر اذا كانت إسرائيل سوف تستخدم السلطة (أنا استبعد) أو طرف عربي أخر فإن تصريحات حسين الشيخ فتحت ملف حرب إعادة الإعمار قبل أن تضع الحرب أوزارها.. وغالبا الأمريكيين والإسرائيليين وعدوا الشيخ بحكم غزة بل طلبوا منه هذه التصريحات على قناة العربية.
كلام حسين الشيخ يتطابق تماما مع كلام اللوبي الصهيوني في الإمارات والسعودية حيث عبد الرحمن الراشد مدير تحرير جريدة الشرق الأوسط السعودية والاكاديمي الإماراتي عبد الخالق عبد الله في صحيفة الخليج الإماراتية كتبوا عدة مقالات عن أن إزاحة حماس ستتم عبر أموال الإعمار وما ذكره الشيخ في هذه المقابلة مجرد ترديد أقوال هذا اللوبي الصهيوني السعودي الإماراتي المسبح بحمد إسرائيل منذ 20 عاما بل الداعي للتطبيع والسلام معها دونما قيد أو شرط.
لذلك اعتقد أن حماس تسعى في أول صفقة للإفراج عن مؤبدات من حركة فتح وعلى رأسهم مروان البرغوثي كما رشح من اكثر من مصدر لعل ذلك يساعدها في تحييد لوبي السلطة الحالي الذي يرغب بالانقضاض عليها ثانيا وهذا تحليلي لن تكون صفقات الإفراج مرتبطة بالأسرى الأمنيين فحسب بل ستشمل مفاوضات سياسية لتحسين ظروف الحياة بغزة ومنها إعمار غزة والله اعلم.